Skip to main content

"الإرهابي البريء" أمام القضاء الفاسد .. !

المقالات السبت 20 حزيران 2020 الساعة 11:42 صباحاً (عدد المشاهدات 1997)

بقلم/ سليم الحسني

عودة رافع العيساوي الى العراق، أثارت القلق في الوسط الشيعي، وهو قلق مشروع لأن هروب العيساوي كان على خلفية إدانته بالإرهاب.

يزداد القلق الى درجة الخوف، عندما يكون رئيس الجمهورية برهم صالح هو صاحب المبادرة وتمهيد سبل عودته. فالقضية قضائية صرفة وخارج صلاحيات رئيس الجمهورية.

بحسب القانون فان عودة المُدان أو المتهم الى العراق، متاحة له ولا يمكن منعه، باعتباره يُقدّم نفسه الى القضاء. لكن الذي جرى لم يكن بسياقه الطبيعي، إنما كانت هناك ترتيبات طويلة تعود الى فترة عادل عبد المهدي، واستمرت حتى تحققت عودة العيساوي هذه الأيام، وبطائرة خاصة تحتاج الى موافقات مباشرة من رئيس الوزراء في ظل توقف حركة الطيران.

تتضارب الآراء بخصوص رافع العيساوي بين البراءة من الإرهاب وبين التورط فيه، وهذا أمر لا يحسمه إلا القضاء. وهنا تنطلق موجات الشكوك بنزاهة القضاء، فتاريخه مثقل بالفضائح والخضوع للتوجهات السياسية ولصفقات الفاسدين. وبعض الأسماء الصارخة التي تمت تبرئتها كافية لرفع الثقة عنه، مثل خميس الخنجر ومشعان الجبوري وأبو مازن الجبوري وجمال الكربولي. كما أن قوائم الفاسدين الذين لا يقترب منهم القضاء مثل محمد الحلبوسي ومثنى السامرائي وآل الكربولي وغيرهم كافية أيضاً لأن تجعل المواطن يشطب بالفحم على هذا الجهاز.

رجوع رافع العيساوي خطوة سياسية لم يظهر منها إلا رأسها، أما بقية الأجزاء فهي غاطسة لا تنكشف إلا في غرف المسؤولين.

مواقف القيادات الشيعية وهي المعنية بالدرجة الأولى في قضايا مثل هذه، باعتبارها تمس حياة الشيعة وأمن مناطقهم وأرواح أبنائهم، لا يمكن الاعتماد عليها، فهي مستعدة للتحالف مع الإرهابي والفاسد من الكتل السنية لتحقيق الانتصار على بعضها البعض، كما حدث في نموذجي خميس الخنجر ومحمد الحلبوسي.

ومع غياب القوى الشيعية الأخرى عن المشهد السياسي، فليس أمام أبناء الوسط والجنوب سوى البقاء في دائرة القلق والخوف من المستقبل. قلق مُبرر من خلال المعطيات المتسارعة التي تجري في البلاد. وخوف مشروع بسبب التراخي الذي يتعاظم في مفاصل الكيان الشيعي، بينما تستعيد القوى المعادية للشيعة قابلياتها وتصرح بأن فترة حكم الشيعة يجب أن تنتهي، وأن السلطة التنفيذية ممثلة برئاسة الوزراء يجب أن تعود الى السنة.

لا يجد المواطن الشيعي جهة يلجأ اليها. قياداته السياسية تحتاج الى سلم طويل ترتقيه حتى تصل الى مستوى المسؤولية، والصمت بعد ذلك يأتي على الآخرين. كانت هناك تلميحات بسيطة حمّالة وجوه في التفسير، غابت هذه ايضاً مع تفشي كورونا.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة