بغداد / سكاي برس
عثرت البحرية الاسترالية على حطام الغواصة الأسترالية الأولى في سلاحها، التي فقدت في الحرب العالمية الأولى، وذلك بعد 103 سنوات من الغموض والتكهنات حول مصيرها الذي حيّر البحرية الأسترالية.
فقد كان لغز مصير الغواصة "HMAS AE1" من أطول الألغاز التي شغلت القوات البحرية، فقد سيّرت 13 فريقاً منذ عام 1914 في مهام العثور على الغواصة واستعادتها من مكان اختفائها قرابة ساحل بابوا غينيا الجديدة أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث اختفت دون إطلاق أي نداء استغاثة، وفق ما ذكرته صحيفة الغارديان البريطانية.
وقد ذكر مؤرخو الأسطول البحري أن السفن "لم تجد أثراً" للغواصة "AE1" ولا حتى "بقع الزيت المتسرب المتلألئة على الماء".
ولكن وزيرة الدفاع الأسترالية ماريس باين أعلنت الخميس 21 كانون الأول العثور على الغواصة التي تزن 800 طن، على عمق 300 متر تحت سطح مياه جزيرة "دوق يورك" في بابوا غينيا الجديدة.
وفور العثور عليها أقيم حفل تأبيني تكريماً لذكرى طاقم الغواصة الذي كان مؤلفاً من 35 أستراليّاً وبريطانيّاً، كما قالت الوزيرة باين أن الحكومة دخلت في مباحثات مع حكومة بابوا غينيا الجديدة من أجل تكريس ذلك الموقع ليصبح موقعاً تذكارياً دائماً.
وقد كانت الغواصة "AE1" أول غواصة فُقدت من بين غواصات قوات الحلفاء في الحرب العالمية الأولى، كما كانت أيضاً أول سفينة تفقدها البحرية الملكية الأسترالية.
وفي حينها كانت الغواصة قد أتمت 7 أشهر فقط من الخدمة بالأسطول عندما أُرسلت في مهمة من سيدني للاستيلاء على الأرض التي كانت آنذاك تسمى غينيا الجديدة الألمانية عام 1914؛ لكن وفي الـ14 من أيلول، بعد يوم واحد من تسليم ألمانيا للمستعمرة، اختفت الغواصة بشكل فجائي دون أن تخلف أي أثر وراءها.
وتقول الوزيرة باين إنها كانت "مأساة لأمتنا التي كانت أمة غضة فتية آنذاك. أنّ هذا يعدّ من أهم الاكتشافات في تاريخ أسطول البحرية الأسترالية"، مشيرةً إلى أنّ التحقيقات سوف تشرع للوقوف على سبب فقدان الغواصة.
من جهته أشار العقيد البحري بيتر بريغز لصحيفة "ذا أستراليان" المحلية إلى أنّ اعتقاده "أن السبب -على الأرجح- كان حادث غوص.. يبدو أن الغواصة اصطدمت بالقاع بقوةٍ كانت كافية لتخلع زعنفتها من مكانها؛ ما دفع الغواصة للميلان إلى الأمام على حافتها الأمامية، وهو الذي أضر بهيكلها".
يذكر أنّ مهمة البحث الأخيرة التي كلّلت بالنجاح انطلقت يوم الأحد 17 كانون الأول 2017 بتمويل من الحكومة ومؤسسة Silentworld؛ كذلك شاركت في المهمة كل من مؤسسات "معهد الغواصات بأستراليا"، و"المتحف البحري الوطني الأسترالي"، وشركة "Fugro Survey"، وحكومة بابوا غينيا الجديدة، وفريق مجموعة "Find AE1" التي يرأسها العقيد بريغز.
ومن المشهور عن المنطقة التي عُثر فيها على حطام "AE1" صعوبة إجراء البحث فيها، فقد قالت مصادر البحرية عام 2014 عنها في وصفها، إنها "من أكثر المناطق تناثراً للحطام فيها بالمنطقة".
وختمت باين بالقول أنّ الحكومة قد أطلقت محاولات للاتصال بأحفاد وذوي طاقم الغواصة، وقالت: "أؤمن حقاً بأن هذا سيعود براحة البال والسلام على عوائل وأحفاد الطاقم الذين خسروا حياتهم على متن الغواصة. ولعلنا مع الوقت سنكتشف سبب غرق الغواصة".