Skip to main content

بــ "قطعة جبن" خلق "شاي ليبتون" ! .. هل شربته يوما ؟ .. تعرف على اكبر خاسر في العالم

منوعات الأربعاء 28 تشرين ثاني 2018 الساعة 10:32 صباحاً (عدد المشاهدات 3073)

متابعة/ سكاي برس

أكبر قطعة جبنة في العالم كانت جزء من حملة التسويق المذهلة التي خلقت علامة شاي ليبتون الشهيرة التي تنتشر في جميع أنحاء العالم اليوم تقريباً.

إنها قصة كفاح ملهمة مازالت تبهر رواد الأعمال حتى اليوم، قصة توماس ليبتون الرجل الذي وضع كثيراً من استراتيجيات تجارة التجزئة الحديثة، ووصف بأنه أعظم خاسر في العالم.

في أوائل ديسمبر من عام 1881، رست سفينةٌ بخارية في مدينة غلاسكو الإسكتلندية، وعلى متنها شحنةٌ استثنائية قادمة من أميركا: أكبر قطعة جبنة في العالم،حسبما ورد في تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية BBC. كان سُمكها يبلغ قدمين 60 سم بينما بلغ محيطها 14 قدماً 4 أمتار، وتجمع المئات من الناس لمشاهدتها في أثناء نقلها بقاطرةٍ إلى متجر ليبتون يقع في شارع هاي ستريت بلندن، حيث وُجِد أنها كبيرةٌ جداً إلى حدٍ لا يتناسب مع مساحة الباب. بيدَّ أنَّ ذلك لم يوقِف مسيرة القاطرة الاستعراضية، التي استمرت حتى وصلت إلى متجر آخر لليبتون في شارع جامايكا الذي كان مدخله أوسع لحسن الحظ، حيث وُضعت الجبنة في نافذة العرض بالمتجر. لُقِّبت قطعة الجبن آنذاك بـ"جامبو"، وظل الناس يحتشدون على مرِّ أسبوعين لمشاهدتها، وقيل إنَّها نتاج حليبٍ مأخوذ من 800 بقرة وجُهد 200 مصنع ألبان.

كانت جعاية مثيرة، لكن تومي ليبتون صاحب سلسلة متاجر ليبتون كان يُخفي مفاجأة أخرى. ففي حيلةٍ تبدو أنها تنتمي إلى العوالم السحرية، كشف ليبتون أن قطعة الجبنة العملاقة تحوي كميةٍ كبيرة من العملات المعدنية الذهبية داخلها.

وقبيل عيد الميلاد ببضعة أيام، بدأ ليبتون بتقطيع الجبنة العملاقة مرتدياً حةً بيضاء. وكافح رجال الشرطة للحفاظ على النظام بينما كان مساعدوه يُغلِّفون شرائح الجبنة ويسلمونها إلى حشدٍ من الزبائن، الذين تجمَّعوا على أمل أن يحالفهم الحظ ويشتروا شريحة بها عملات ذهبية. كان ذلك أشبه برائعةٍ مسرحية من تنظيم رجلٍ كان يتمتع بفترةٍ من النجاح الباهر، وكانت متاجر البقالة الخاصة به تنتشر انتشاراً واسعاً وبعيداً عن محل طفولته في حي غوربالس الفقير بغلاسكو.

وُلِد ليبتون في عام 1848، وهو ابنٌ لوالدين هاجرا إلى إسكتلندا من مقاطعة فيرماناغ الأيرلندية التي تقع على الضفة الأخرى من البحر الأيرلندي أي في الجانب الأيرلندي المقابل لإسكتلندا. وبدأ تعلّم التجارة حين أنشأ والده متجراً صغيراً لبيع السلع الأساسية في حي غوربالس المكتظ الذي يقع على الضفة الجنوبية من نهر كلايد بإسكتلندا.

ومنذ سن العاشرة، كان ليبتون يلتقط مواد غذائية بسيطة في عربة يدوية من السفن التي ترسو على النهر. وفُتِن آنذاك بأحواض السفن وقصص البحَّارة. وفي سن الخامسة عشرة، عمل خادماً على متن سفينةٍ بخارية، وبعد ذلك بعامين، كان معه ما يكفي من المدخرات للسفر إلى أميركا. ثم شغل وظائف مختلفة، تنقَّل فيها بين مزارع الأرز والتبغ في ولايتي فرجينيا وساوث كارولينا، لكنَّ ولاية نيويورك كانت صاحبة التأثير الأكبر في حياته.

وانتشرت متاجر ليبتون في بريطانيا، وكانت خطوته التالية هي غزو أميركا، ومرةً ​​أخرى، لم يستعن بوسطاء، إذ اشترى مصنعاً لتعبئة اللحم وأطلق عليه اسم أمه. وفي بريطانيا، صارت الأجبان العملاقة في متاجر ليبتون عوامل جذب معتادة للزبائن قبل أعياد الميلاد، وقيل إنَّ مدير أحد المتاجر في مدينة نوتنغهام الإنكليزية استعان بفيلٍ لنقل إحدى الأجبان العملاقة عبر المدينة. وفي عام 1887، عرض ليبتون تقديم هديةٍ للملكة فيكتوريا، تتمثَّل في قطعة جبنٍ أكبر حجماً لا يقل وزنها عن خمسة أطنان، لكنَّها رُفِضَت بأدب. ولم يتضح ما إذا كانت الملكة مستمتعةً بشيءٍ كهذا أم لا.

وكان ليبتون كعادته يستغل الفرصة التجارية التالية. وجاءته هذه الفرصة متمثلةً في الشاي الذي ما زال مرتبطاً باسمه حتى يومنا هذا. كان الشاي سلعةً ثمينةً وقيَّمةً للغاية، وكان يُحفَظ في علبٍ مزخرفة قابلة للقفل، لكن بحلول منتصف القرن التاسع عشر، انخفض سعره وسرعان ما صار المشروب المُفضَّل لعائلات الطبقة الوسطى في العصر الفيكتوري.

"الجميع كانوا يشترون من متاجر شارع Mincing Lane في لندن، حيث كانت أنواع الشاي تُمزَج مع بعضها، لكنَّ جودتها لم تكن موثوقة"، حسبما يقول المؤلف الأميركي مايكل دانتونيو، الذي ألَّف كتاباً يسرد قصة حياة ليبتون. ففي بعض الأحيان، كان المذاق طيباً جداً، وفي أحيانٍ أخرى، كان الشاي متعفناً، وأحياناً ما تشتري عبواتٍ من الشاي لتكتشف أنَّ كلها سيئة".

وأضاف: "تفتق ذهنه عن فكرة لتوحيد المزيج وتعبئته بطريقةٍ تجعله طازجاً باستمرار، وتجعل مذاقه موحداً عند شرائه".

وحاز اسم ليبتون شهرةً واسعة في أكثر شوارع لندن أناقةً في العصر الفيكتوري بفضل إمبراطورية البقالة خاصته.

 

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة