بغداد / سكاي برس
ستحتاج السعودية لشهر على الأقل لتعوض نحو ثلاثة ملايين برميل نفط يوميا، أي نحو نصف الإنتاج الذي توقف بعد الهجوم على منشأتي نفط السبت، على ما أعلنت مؤسسة "ستاندر أند بورز بلاتس" الثلاثاء.
وسجلت أسعار النفط ارتفاعا الإثنين بعد الهجوم على المنشآت النفطية السعودية الذي تسبب بانخفاض في الإمدادات في العالم، فيما يخيم الغموض على الأسواق العالمية حيال متى تستطيع المملكة الثرية استعادة إنتاج النفط بنفس الحجم مجددا.
وأسفرت الهجمات السبت عن انفجارات أدت إلى اندلاع النيران في منشأتي بقيق، أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط، وخريص المجاورة حيث يوجد حقل نفطي كبير في شرق السعودية، ما أدى إلى توقف إنتاج 5,7 مليون برميل يوميا أي نصف إنتاج النفط السعودي أو ستة بالمئة من الإنتاج العالمي. وحمّلت واشنطن إيران مسؤوليّة الهجوم.
وقالت المؤسسة وهي مزود عالمي مستقل لبيانات المؤشرات السعريّة لأسواق الطاقة في بيان "عند هذه النقطة، يبدو أن نحو ثلاثة ملايين برميل من إمدادات الخام السعودي ستنقطع لشهر على الأقل".
ومن المقرر أن يعقد وزير النفط السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان مؤتمرا صحافيا مساء الثلاثاء هو الأول منذ وقوع الهجمات، حيث يتوقع أن يقدم آخر مستجدات جهود بلاده لاستعادة الإنتاج المفقود.
وتنتج السعودية 9,9 مليون برميل يوميا، تصدر 7 مليون برميل يوميا منها معظمها للسوق الآسيوي.
وذكرت "أس أند بي بلاتس" أنّ "السعودية ستقول على الأرجح إن باستطاعتها إمداد زبائنها في شكل كامل، رغم أن ذلك يشكّل تحديا مع مرور الوقت. أي إشارة لتأجيل أو تقليل الإمدادات ستؤدي لمزيد من ارتفاع الأسعار في الأسابيع والأشهر المقبلة".
وتابعت أنّ تهديد انقطاع طويل الأجل لإمدادات النفط السعوديّ يبرز نقص الطاقة الإنتاجية الفائضة في السوق، والتي تقدر بنحو 2,3 مليون برميل يوميا، تنتج الرياض معظمها.
وذكرت تقارير الاثنين أنّ المملكة ستستعيد فورا على الأرجح ما يصل إلى 40 بالمئة من الإنتاج المفقود، لكنّ خبراء قدموا اراء متعارضة بخصوص كم من الوقت ستحتاج السعودية لاستعادة الإنتاج لمستوى ما قبل الهجمات.
وأشعلت الأزمة المخاوف بخصوص اندلاع نزاع في منطقة الخليج الرابضة على برميل بارود وأثارت تساؤلات بخصوص الأمن في حقول النفط في أكبر مصدّر للنفط في العالم وكذلك بالنسبة لعدد من منتجي النفط في المنطقة.
وقال مركز ابحاث "كابيتال ايكونومكس" ومقره لندن إنّ احتياطي الخام العالمي، المقدرة بنحو 6,1 مليار برميل، ينبغي أنّ يكون قادراً على تعويض الإنتاج المفقود.
وأوضح أنه إذا استطاعت السعودية استعادة كامل إنتاجها بحلول الاسبوع المقبل، ستنخفض أسعار النفط سريعا إلى نحو 60 دولارا للبرميل.
لكنّ إذا استمرت جهودها أشهراً واستمرت التوترات، فقد يصل سعر خام برنت إلى 85 دولارا للبرميل.
وبلغت أسعار خام برنت الثلاثاء أكثر من 68 دولارا للبرميل في شكل طفيف ما يمثل تراجعا بسيطا بعد ان شهدت أسعار النفط ارتفاعا بنسبة 20% الاثنين، مسجلة أكبر ارتفاع خلال الجلسة نفسها منذ 1991 وحرب الخليج.
وأعلن الحوثيون المدعومون من إيران مسؤوليتهم عن هجمات السبت لكن واشنطن قالت إن إيران تقف وراءها وهو ما رفضته طهران.