سكاي برس
بينما يعيش العالم حالة استنفار قصوى لمواجهة وباء كورونا، تشهد مخيمات النازحين في العراق أوضاعا مأساوية، بعيدا عن أنظار الإعلام والعالم.
في إقليم كردستان العراق وفي جبل سنجار، يبلغ عدد مخيمات الايزيديين إلى ١٥ مخيماً، وقال عيسى سعدو الاعلامي المختص بالشأن الايزيدي، جميع المقيمين في هذه المخيمات هم من الايزيديين، الذين جاؤا منذ ٢٠١٤، بعد هجوم تنظيم الدولة الإسلامية على بلداتهم وارتكابه جرائم إبادة جماعية، وتهجير من تبقى منهم، ويقدر عددهم بـ٤٠٠ الف نسمة و١٥ ألف نسمة في مخيم "سر دشتي" في جبل سنجار ، ولا توجد، حتى الآن، إصابات في هذه المخيمات، لكنهم يعانون من نقص في مواد التنظيف والتعقيم، إضافة إلى أن الحمامات مشتركة بين عدة عوائل، وتبلغ حمام واحد لكل أربع عوائل، مما يجعل من تطبيق إجراءات الوقاية وعدم الاختلاط بالشكل المطلوب في هذه المخيمات عملية صعبة، وقبل عدة أيام سقطت أمطار غزيرة، وغرقت خيم النازحين في بعض المخيمات".
وفيما يتعلق بدور الحكومة المحلية والمنظمات الانسانية قال سعدو "اقتصر دورهم على فرض حظر التجول على الخيام، ولكن دور الحكومة مخجل فيما يتعلق بالجوانب الصحية والإنسانية، أما المنظمات الانسانية فإنها تقوم بتوزيع بعض المواد الغذائية أو مواد التنظيف كل شهرين او ثلاثة أشهر".
على الموقع الإلكتروني لوزارة الهجرة والمهجرين، أعلن الوزير نوفل بهاء موسى، خلال اجتماع الهيئة العليا لإغاثة ودعم النازحين، عن عدد من القرارات للحد من انتشار فيروس كورونا في المخيمات بالتعاون مع الجهات المعنية لتعقيم جميع مخيمات النازحين وتوفير المساعدات والاحتياجات الانسانية ومن ضمنها، توفير تجهيزات وقائية للعاملين في مخيمات النازحين وإدارة هذه المخيمات وتشكيل فرق لزيارة المخيمات للاطلاع على الإجراءات الوقائية المتخذة، مخاطبة دوائر الصحة في المحافظات لتوفير سيارات اسعاف بشكل دائم في المخيمات وتوفير ٣٥٠ ألف كمامة كدفعة أولى من ميزانية الوزارة لتوزيعها على الأسر النازحة في المخيمات وتجهيز المخيمات بالمواد المطهرة لاستخدامها بشكل يومي.
هل تكفي هذه الإجراءات للحد من انتشار الوباء؟
يقع الدور الأكبر في تقديم المساعدات الانسانية لهذه المخيمات، على عاتق المنظمات الانسانية والدولية، وعن دور هذه المنظمات في هذه المحنة التي يعيشها سكان المخيمات، قال السيد رائد ابراهيم مسؤول التهيؤ للكوارث في جمعية الهلال الاحمر العراقي فرع نينوى، لراديو مونت كارلو الدولية "في الموصل هناك مخيم حمام العليل ومخيم الجدعة الخامس ومخيم السلامية ضمن محافظة نينوى وتقدم وزارة الهجرة والمهجرين لهذه المخيمات دعما غذائيا، بينما تقدم منظمة بيكاوة خدمات الماء، وتقدم منظمة أطباء بلا حدود وجمعية الهلال الأحمر المساعدات الطبية والإنسانية، وهناك منظمات أخرى تقدم دعم نفسي وغذائي بأوقات متفاوتة، والأوضاع الصحية مستقرة، حتى الآن، ولم نسجل إصابات بفيروس كورونا، وقد قام كادر من متطوعي وموظفي الهلال الأحمر بحملات تعقيم في مخيمات النازحين، بالإضافة إلى حملات التوعية ضد فيروس كورونا والحث على النظافة وتوزيع المنشورات التي تخص الإرشادات والتعليمات الواجب اتباعها ".
وتفيد احصائية وزارة الهجرة والمهجرين بوجود أكثر من ١٠٥ مخيم للنازحين في العراق، بعد تهجير ملايين العراقيين من بيوتهم إثر الحرب والدمار الذي خلفته في مدن وقرى كاملة، ولم تتمكن الحكومة العراقية لحد اليوم من القيام بحملات إعمار لهذه المدن بسبب السياسات الغير مدروسة والفساد المستشري في البلد