بغداد / سكاي برس
في قصة تختصر معاناة شريحة لا بأس بها من النساء حول العالم، توفيت إبنة النجف ملاك الزبيدي، بعد أن دفعها العنف الأسري الذي تعرضت له من قبل زوجها، إلى إضرام النار في جسدها، لتتحول قضيتها إلى قضية رأي عام تخطت حدود العراق.
أعلنت عائلة ملاك الزبيدي اليوم وفاة ابنتهم التي كانت قد أقدمت على حرق نفسها منتصف الشهر الجاري.
وبحسب الأنباء الأولية ، فقد فارقت ملاك الحياة، بعد توقف كليتيها وحدوث مشاكل بالرئة لديها.
وقالت شقيقة الفتاة، في منشور على موقع فيسبوك "انتقلت الى رحمه الله ملاك حيدر الزبيدي".
وكانت ملاك من ضحايا العنف الأسري، حيث أقدمت على حرق نفسها بعد تعرضها للتعنيف والضرب من قبل زوجها، ومنعها عن رؤية ذويها مدة 8 أشهر، بحسب ما صرحت به والدة ملاك في مقطع مصور.
وبلغ عدد الموقوفين في قضية ملاك الزبيدي 4 أشخاص، ولا يزالون قيد التحقيق على ذمة القضية نفسها، وكانت والدتها قد هددت بالادعاء على كل من تسبب في ما حدث لابنتها.
حيث كانت ملاك الزبيدي إبنة النجف، الزوجة الثانية لضابط أمن عراقي شاب، و تسكن مع زوجها وعائلته في مدينة النجف، في زواج دام أقل من عام.
ونالت الحروق من 50 % من جسدها الذي عانى من التسمم، بحسب تصاريح لأسرتها، وقالت أمها أن ابنتها كانت مبللة بالماء، وأنه تم سكب الماء عليها ليزيد من أثر الحرق مهددة من سكب الماء بالادعاء.
وتخطت قضية ملاك حدود العراق، لتتحول إلى قضية رأي عام عالمية، حيث دعا السفير البريطاني في بغداد ستيفن هيكي الجمعة السلطات العراقية إلى الإسراع في إكمال التحقيقات المتعلقة بحادثة تعرض فتاة للحرق في مدينة النجف بعد تعرضها لعنف أسري.
وقال هيكي في تغريدة على تويتر "نشعر بحزن شديد تجاه قضية ملاك الزبيدي، ونأمل إتمام التحقيقات بسرعة"، معلنا أن بلاده خصصت مبلغ مليوني جنيه استرليني لدعم الخدمات التي تعنى بالعنف المنزلي .
من جانبها،أكدت بعثة الأمم المتحدة في العراق دقها ناقوس الخطر بسبب تفشي العنف الأسري، مؤكدة أنه حان الوقت لإقرار قانون مناهضته.
وأشارت بعثة الأمم المتحدة في العراق إلى قضية ملاك ، وقضايا أخرى متزامنة، أن "التصاعد في عدد مثل هذه الجرائم يثير القلق، ويسلط الضوء على الضرورة الملحة لقيام البرلمان بإقرار قانون مناهضة العنف الاسري".
وأفادت بأن " إقرار قانون مناهضة العنف الأسري من شأنه أن يضمن محاسبة مرتكبي جرائم العنف القائم على النوع الاجتماعي في العراق، بما فيهم أولئك مسببي الأحداث البشعة مثل تلك التي شهدناها مؤخرا"، منوهاً إن "العنف ضد النساء والفتيات جريمة لا يجب أن تمر دون عقاب"، متابعاً أن "نساء وفتيات العراق يستحقن الأفضل".
وحدّدت منظمة الصحة العالمية العنف الأسري بأنه "مجموعة من الأعمال القسرية الجنسيّة والنفسيّة والبدنيّة المستخدمة ضد النساء الراشدات والمراهقات من قبل الشركاء الحميميين أو السابقين من الذكور"، ولا يقتصر العنف الذي تتعرض له النساء في كثير من الأحيان على الزوج الحالي فقط بل قد يشمل أيضاً الأزواج السابقين وأفراد الأسرة الآخرين مثل الوالديّن والأشقاء والأصهار.
ورغم إبرام القوانين، وإدراج التوعية ضد العنف الأسري في المناهج الدراسية، والبرامج الالتي يبثها الإعلام المرئي والمسموع، ودعوات المثقفين والثائرين حول العالم، والاهتمام من قبل المنظمات الإنسانية، لا يزال العنف الأسري يهدد النساء حول العالم، لتخرج بين حين وآخر قصص مماثلة لقصة ملاك الزبيدي التي عانت من العنف الأسري بعدة أشكال منها الزوج المبكر، والضرب والحرمان وما إلى ذلك من ضغوطات نفسية وجسدية دفعتها لإحراق نفساها، في رد كان رسالة للعالم أكثر منه رغبة في الانتحار وهذا ما أثبتته مقاطع الفيديو التي تم تداولها بشكل واسع الانتشار.