بغداد / سكاي برس
ينطلق العراق في علاقته الخارجية بتأكيده الدائم على ضرورة الابتعاد عن سياسة المحاور والصراعات، واعتماد الحوار البناء في معالجة الأزمات بما يعزز فرص السلام في المنطقة، والحصول على دعم المجتمع الدولي في الحفاظ على سيادته وأمنه واستقراره، وتأتي في هذا الاطار الزيارتان المرتقبتان لرئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية، فضلاً عن الزيارات التي يقوم بها وزارء خارجية دول المنطقة والعالم إلى بغداد، إذ كشفت وزارة الخارجية، عن ان أهم الملفات التي ستتم مناقشتها خلال زيارة رئيس الوزراء والوفد الوزاري المرافق له إلى الرياض، ومباحثاته مع قادة المملكة هي تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وبحث القضايا السياسية والاقتصادية والطاقة والزراعة.
وقال المتحدث باسم الوزارة احمد الصحاف : إن الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والوفد الوزاري الى المملكة العربية السعودية ولقاءه القادة السعوديين ستكون لها انعكاسات على الأوضاع الاقتصادية والسياسية وتوسيع الاستثمارات السعودية في العراق، مشيرا الى ان الوفد الوزاري المرافق لرئيس الوزراء متعدد القطاعات ويشمل نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير المالية علي عبد الامير علاوي ووزير التخطيط خالد بتال والصحة حسن التميمي والزراعة محمد الخفاجي والشباب والرياضة عدنان درجال ووكيل وزارة الخارجية والأمين العام لمجلس الوزراء حميد الغزي، اضافة الى مسؤولين اخرين في قطاعات مختلفة.
واضاف الصحاف ان الوفد سيعقد اجتماعات وحوارات معمقة هدفها الاساس ايجاد مظلة للاستثمار في قطاعات الطاقة والزراعة والشباب وتمكينه وادماجه، مبيناً ان الزيارة ستوفر مصالح متعددة الاذرع، فضلاً عن الجانب السياسي والدبلوماسي للزيارة المتمثل بتأكيد انفتاح العراق على جميع الأطراف، في اطار وعي مرجعيته الدستورية والقوانين النافذة وادراكه لحاجاته الوطنية الداخلية، بهدف تعظيم طبيعة الاستجابة الحكومية لحاجات المجتمع العراقي والمطالب الشعبية.
واكد ان الحكومة تسعى لايجاد شراكات متعددة متوازنة وانفتاح على كل الاطراف من اجل تنويع البوابات الاقتصادية والاستثمارية للعراق، مشيراً الى ان الزيارة الى الجمهورية الاسلامية ستكون بالعنوان والمضمون نفسه لزيارة الملكة العربية السعودية.
الى ذلك، أكد النائب عن كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني ديار برواري ان زيارات وزراء خارجية دول المنطقة والعالم للعراق والزيارات التي سيقوم بها رئيس الوزراء، مهمة لتقوية اواصر العلاقات الدبلوماسية والنأي عن سياسة المحاور، مشيراً إلى أن العراق بحاجة إلى تعاون دول الجوار لتعزيز الأمن وضبط الحدود وتنشيط الاقتصاد والابتعاد عن الصراعات الإقليمية.
واضاف برواوي، في حديث، أن الحكومة العراقية تؤكد في خطابها دوماً رغبتها الصادقة في بناء علاقات قائمة على المصالح المشتركة واحترام سيادته وإرساء أسس السلم والأمن في المنطقة والعالم، لافتاً إلى أن زيارة الكاظمي إلى الرياض وطهران لأنهما عاصمتان محوريتان لهما ثقلهما وتأثيرهما في المنطقة.
وأشار بروراي إلى أن إقامة علاقات متوازنة مع جميع الدول المحيطة سيؤمن حدود العراق، خاصة ان التشنجات الحدودية مستمرة مع الدول المحيطة بالعراق، مبيناً أن الخروقات التركية للحدود مع العراق تتطلب موقفاً وطنياً يؤدي إلى حماية الحدود بشكل يصب في مصلحة المجتمع العراقي ولا يشكل تهديدا لدول الجوار، وتطمين دول الجوار أن العراق لا يشكل تهديداً على أحد ومستعد لحماية الحدود التي تعد من العمليات الامنية والمرتبطة بالسلطة الاتحادية «.
من جانبه، عد النائب عن تحالف القوى العراقية احمد المشهداني الزيارات المتبادلة بين العراق ودول الاقليم والعالم بأنها “إيجابية” ترمي لرسم سياسة دبلوماسية وفتح صفحات جديدة وبناء مصالح مشتركة بين العراق ومحيطة العربي والاقليمي والدولي.
وقال المشهداني: إن الخطوات الدبلوماسية التي يتخذها رئيس الوزراء وزيارته للسعودية وايران ودول اخرى تشير الى عهد جديد من الانفتاح الاقتصادي والتواصل عبر بناء شبكة من المصالح بعيدة عن الصراعات، مبيناً أن العراق يقيم علاقاته على التعاون الاقتصادي والسياسي وهو ما يشكل خطوات ايجابية للانفتاح على العالم.
وفي السياق نفسه، عد القيادي في تحالف الفتح، غضنفر البطيخ، في تصريح صحفي، زيارة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، إلى المملكة العربية السعودية، مهمة ولها ابعاد كثيرة، خصوصاً في ما يخص الجانب الاقتصادي والمالي، بسبب الوضع الصعب الذي يعيشه العراق.
وقال البطيخ: إن “انفتاح العراق على دول العالم تطور مهم، خصوصاً محيطه العربي وجيرانه، كما يجب استغلال هذه الزيارة لإعلان استقلالية العراق، وعدم تبعيته إلى أي محور ضد محور أخر”، مؤكداً أن “العراق بحاجة إلى الطاقة الكهربائية ودعم اقتصاده، وزيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، إلى المملكة العربية السعودية، ستبحث هذه الملفات».