سكاي برس/
تنتشر أكثر من 10 فصائل مسلحة في مدينة الموصل ، التي تعتبر ثاني أكبر مدن العراق بعد بغداد، وتتخذ واجهات عدة لها، منها ما يعرف بالمكاتب الاقتصادية، ولجان "المتابعات الأمنية"، المتورطة بعمليات اعتقال مواطنين وكذلك ابتزاز رجال الأعمال والتجار وأصحاب المتاجر الكبيرة، فضلاً عن ممارسة أنشطة تجارية غير قانونية من خلالها.
و كشف مسؤول محلي في مدينة الموصل اليوم السبت ، عن معلومات تفيد بدخول مجموعة جديدة من مليشيا تطلق على نفسها اسم "ربع الله" إلى الموصل، وتنشط هذه المجموعة في بغداد ومدن عدة جنوبي البلاد، أبرزها البصرة وكربلاء، وسبق أن تورطت بعمليات استهداف ناشطين مدنيين في التظاهرات ومدونين، إضافة إلى محطات فضائية محلية وعربية، ومقر الحزب الديموقراطي الكردستاني، فضلاً عن استهداف نوادٍ ترفيهية ومحال بيع كحول في بغداد.
وبحسب المسؤول ذاته، فإن المليشيا (ربع الله) استقرت في منزل فارغ بحيّ المهندسين بالجانب الأيسر لمدينة الموصل، وكان يُستخدم سابقاً مقراً لمليشيا "عصائب أهل الحق"، والمنزل يعود أساساً لمطلوب للقضاء بتهمة التورط بعمليات إرهابية مع تنظيم "داعش"، خلال فترة احتلاله للموصل 2014 ـ 2016.
وبيّن أن المجموعة برفقة شخص يدعى حجي أبو بسام، "ويخشى أن وجودهم سيلقي بظلاله على الوضع الأمني عموماً، وخاصة أن المليشيا متورطة بجرائم اغتيال وتصفية ببغداد لناشطين إعلاميين وصحافيين، فضلاً عن استهداف متاجر خمور ونوادٍ وفرض أحكام مختلفة بطريقة عنيفة"، وفقاً لقوله، مؤكداً أن المجموعة دخلت تحت غطاء كونهم أفراداً في هيئة "الحشد الشعبي"، واصفاً الخطوة بأنها تهديد جديد للاستقرار في الموصل وضواحيها وزيادة في عدد المليشيات المنتشرة فيها التي تتنافس فيما بينها على المكاسب المالية والنفوذ.
وكانت المليشيا ذاتها قد أصدرت الثلاثاء الماضي بياناً هددت فيه المستشار الأول لرئيس الوزراء هشام داوود، بما أسمته "صولات حيدرية"، بسبب تصريحات للأخير عبر هيئة الإذاعة البريطانية اعتبرت مسيئة إلى زعيم فيلق القدس"، السابق قاسم سليماني.
في السياق ذاته، قال الخبير بالشأن السياسي العراقي غانم العابد، إن وصول المليشيا الجديدة ينذر بسيناريو عنف جديد في الموصل، لكن هذه المرة سيكون على تماس مع الناشطين والمدونين والإعلاميين وكل صوت أو نشاط مدني، فالمليشيا أساساً تخصصها الفعاليات الاجتماعية والتحكم والتضييق على الحريات.
ويضيف العابد في حديث لـ"العربي الجديد": "من المؤكد أنه سيكون هناك انعكاسات سلبية أيضاً على مساعي إعادة كل النازحين، فاستمرار تدفق المليشيات واتخاذ مقرات لهم داخل الأحياء السكنية أمر في غاية الخطورة على استقرار المدينة التي تحولت إلى نقطة جذب للمليشيات"، متسائلاً عن جدوى وجود قوات الجيش العراقي والشرطة المحلية والشرطة الاتحادية وجهازي المخابرات والأمن الوطني ووحدات التدخل السريع وغيرها من القوات النظامية مع كل هذا العدد من أفراد المليشيات في المدينة".