سكاي برس/ بغداد
كشف تقرير لصحيفة ميدل ايست أي، عن وجود قرار داخلي لدى الفصائل العراقية بعدم الذهاب الى سوريا والاشتراك بالقتال هناك بل انها رفضت بالفعل طلبات وجهت اليها بهذا الصدد، حيث يأتي هذا القرار لسببين مباشرين الأول هو المخاوف من تعرض الفصائل لهجمات إسرائيلية في سوريا كونها مكشوفة ومتاحة للطائرات الإسرائيلية باستمرار، اما الامر الاخر هو رد فعل نسبي على الموقف الضعيف لبشار الأسد من الاحداث في غزة ولبنان طوال العام الماضي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية ان العراق يقوم حاليا بنشر عشرات الآلاف من عناصر حرس الحدود والجنود وعناصر من قوات الحشد الشعبي على طول الحدود السورية لتشديد السيطرة ومنع التسلل، فضلا عن قيام السلطات بعمليات تفتيش صارمة في المحافظات على الوافدين والمقيمين من الأجانب وخصوصا السوريين، وتم اعتقال الاف السوريين الذين لا يحملون تاشيرات صالحة.
وتبين الصحيفة ان "الفصائل تلقت طلبا من ضابط الحرس الثوري الإيراني المسؤول عن سوريا لإرسال مقاتلين إلى شمال سوريا ودعم قوات الأسد"، مشيرة الى ان "مجلس تنسيق المقاومة العراقية والذي يضم ممثلين عن الفصائل السبعة الرئيسية، ورفض الاجتماع الطلب "بالإجماع".
وقال احد قادة الفصائل للصحيفة بشأن رفض ارسال مقاتلين وامدادات لسوريا، ان "هذا فخ، الإسرائيليون وحلفاؤهم يحاولون استدراجنا إلى سوريا حتى يتمكنوا من ضربنا هناك دون عواقب"، مضيفا ان "الإسرائيليين لديهم حقد ضدنا لكنهم يتعرضون لضغوط تمنعهم من ضربنا في العراق.
والبديل هو سوريا بعد وقف إطلاق النار في لبنان، وبهذه الطريقة يستطيعون محاصرة حزب الله في لبنان وضرب فصائل محور المقاومة في سوريا بحجر واحد".
واقترح قادة الإطار التنسيقي إرسال ممثلين لـ"اطلاع قادة الفصائل المسلحة وشرح المخاطر"، وقال احد الممثلين، ان "قادة الفصائل استجابوا لنا.. وتم اتخاذ القرار بمواصلة تقديم الدعم الإعلامي والسياسي والإغاثي للبنان وغزة مع وقف الاعتداءات، وهذا القرار نفسه تم تطبيقه على سوريا".
ويبين ان "القرار الرسمي وغير الرسمي للعراق هذه المرة هو أننا لن نكون جزءا من الحرب للدفاع عن حكومة الأسد، لكننا سندافع عن أنفسنا وعن بلدنا مهما كان الثمن، ولكن من داخل الأراضي العراقية". وأكد المصدر للصحيفة أن القوى الشيعية العراقية قررت "بالإجماع" مساعدة الأسد سياسيا ودبلوماسيا واستخباراتيا وحتى إنسانيا، لكنها لن ترسل قوات قتالية إلى سوريا.
وتشير الصحيفة الى انه "ليس من الواضح ما إذا كان قرار الفصائل المسلحة بالبقاء خارج المعارك في سوريا تكتيكياً أم استراتيجياً، ومن المبكر أيضاً القول إنه قرار نهائي، رغم أن جميع القادة أبلغوا مقاتليهم بعدم السفر إلى هناك".
وقال بعض المسؤولين وقادة الفصائل إنه منذ بدء الحرب على غزة، ابتعد الأسد عن محور المقاومة، وألقى بنفسه في أحضان الروس، والشكوك في أن عملاء سوريين ساعدوا إسرائيل في قتل قادة حزب الله "ألقت بظلالها على القرار". وقال مصدر في فصيل مسلح ان "الأسد متغطرس ومنفصل عن الواقع.
لم يقدم أي تنازلات لشعبه على مدى السنوات الماضية ولم يسع إلى حل الأزمة، ولكنه تمرد على الإيرانيين وألقى بنفسه بين أحضان الروس. وهو يستحق أن يقرص أذنه".