Skip to main content

هادي العامري: من ساحات القتال إلى دهاليز السياسة

مقالات الاثنين 03 شباط 2025 الساعة 10:44 صباحاً (عدد المشاهدات 71)

سكاي برس/ بغداد

هادي فرحان عبد الله العامري، المولود في الأول من يوليو عام 1954 بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد، يُعَدُّ من أبرز الشخصيات في المشهد السياسي العراقي. انخرط في الحركة الإسلامية منذ شبابه، مما شكّل بداية مسيرته السياسية.

خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، لجأ العامري إلى إيران، حيث أسهم في تأسيس “فيلق بدر”، الجناح العسكري للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي، والذي قاتل إلى جانب القوات الإيرانية ضد الجيش العراقي. بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، عاد العامري إلى العراق، وتحول “فيلق بدر” إلى “منظمة بدر”، ليتولى قيادتها ويصبح لاعبًا سياسيًا بارزًا.

في عام 2014، ومع اجتياح تنظيم “داعش” لمناطق واسعة من العراق، استجاب العامري لفتوى المرجع الشيعي علي السيستاني بتشكيل “الحشد الشعبي”، ليصبح أحد أبرز قادته. قاد معارك حاسمة لتحرير المدن العراقية، مما عزز مكانته كقائد عسكري مؤثر.

تُعتبر علاقة العامري بإيران من أكثر الجوانب إثارةً للجدل في مسيرته. فقد عاش في إيران لسنوات طويلة، وقاد “فيلق بدر” خلال الحرب العراقية الإيرانية تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني. بعد عودته إلى العراق، استمرت علاقاته الوثيقة مع طهران، مما أثار تساؤلات حول مدى تأثير إيران على قراراته ودوره في السياسة العراقية.

على الصعيد السياسي، شغل العامري منصب وزير النقل في الحكومة العراقية بين عامي 2010 و2014، وكان عضوًا في مجلس النواب العراقي. قاد تحالف “الفتح” في الانتخابات البرلمانية عام 2018، والذي حصل على 47 مقعدًا، مما جعله لاعبًا رئيسيًا في تشكيل الحكومة.

رغم نفوذه، لم تخلُ مسيرته من اتهامات بالفساد. فقد أُثيرت تقارير حول تورطه في صفقات فساد، خاصة خلال فترة توليه وزارة النقل. كما اتُهم بالضغط على القضاء للتأثير على مسار بعض القضايا. ورغم هذه الاتهامات، لم تُثبت أي منها بشكل قاطع، وظلت في إطار الشائعات والتسريبات.

في المستقبل، يواجه العامري تحديات معقدة، أبرزها الحفاظ على تماسك “منظمة بدر” في ظل التنافس الداخلي مع فصائل أخرى مثل “عصائب أهل الحق”، خاصة في مناطق نفوذه التقليدية كديالى. بالإضافة إلى ذلك، يتعين عليه التعامل مع المتغيرات الإقليمية والدولية، والتكيف مع التحولات في المشهد السياسي العراقي.

يبقى السؤال المطروح: هل سيتمكن هادي العامري من الاستمرار كلاعب رئيسي في السياسة العراقية، أم أن التحديات المتزايدة ستؤثر على نفوذه ودوره المستقبلي؟ فالمشهد العراقي معروف بتعقيداته وتغيراته المستمرة، مما يجعل التنبؤ بمستقبل أي شخصية سياسية أمرًا صعبًا.

سواءً اتفقنا أو اختلفنا مع سياساته، لا يمكن إنكار أن هادي العامري قد ترك بصمة واضحة في تاريخ العراق الحديث، وستظل مسيرته موضوعًا للدراسة والنقاش لسنوات قادمة.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة