سكاي برس /
كشف مسؤولون وخبراء عراقيون عن تأثر أهالي محافظة ديالى من سياسات إيران المائية، بينما اتهموا طهران بتغيير مسارات عدد من الأنهار لعدم إيصال المياه إلى المناطق الحدودية مع العراق.
وقال نائب محافظة ديالى في البرلمان العراقي، عبد الخالق مدحت ”إن المياه القادمة من أنهار ديالى والوند التي تنبع من إيران تؤمن 80% من حاجة المياه لأهالي المحافظة، ولكن هذه المصادر المائية الآن قد جفت تقريبا وتقلص حجم مياهها بنسب كبيرة“.
وأشار مدحت في تصريحات المعارض إلى أن أزمة نقص المياه في ديالى دفعت وزارة الزراعة العراقية لوقف مشاريعها الزراعية الصيف الماضي، وقررت كذلك وقف مشاريع فصل الشتاء.
من جهته، أكد عضو البرلمان العراقي، مضر معن أن ”توقف المشاريع الزراعية الصيفية والشتائية في محافظة ديالى سوف تُلحق أضرارا بالغة بنحو 20 ألف مزارع في المحافظة، في حين إن أزمة المياه والجفاف أضرت بالفعل بـ60 ألف جريب من الحدائق (الجريب وحدة قياسية للأراضي الزراعية تُقدر بـ1366مترا مربعا)“.
وأضاف معن أن ”أوضاع محافظة ديالى صعبة للغاية، وإذا لم نصل إلى اتفاق مع طهران، فسوف يفقد أهالي ديالى بعض الحدائق التي يعود تاريخها إلى قرن من الزمان، وذلك لأن منبع أغلب أنهار هذه المحافظة تقع في إيران“.
بدوره، أوضح المتحدث باسم وزارة الزراعة العراقية، الدكتور حميد النايف في تصريحات لموقع ”إيران واير“ أن ”محافظة ديالى حُرمت من مشاريع الزراعة بسبب منع إيران دخول المياه إلى العراق“، مشيرا إلى أن ”نهر سيروان الذي يغذي سد دربندخان يسهم في مشاريع الزراعة في ديالى قد تعرض لنقص شديد في كمية المياه بسبب سياسات طهران المائية“.
من جانبه، حذر الخبير الزراعي العراقي، المهندس أحمد خضير الدليمي من استمرار مشكلة الجفاف التي تضرب محافظة ديالى إلى فصل الصيف القادم، معتبرا أن ”نحو 70% من الحدائق في ديالى سوف تواجه خطر الدمار الكلي، وسوف تقع كارثة حقيقية في المحافظة“.
وفي إطار الحديث عن تداعيات أزمة المياه على أهالي ديالى، لفت عضو مفوضية حقوق الإنسان العراقية، فاضل عبد الزهرة، إلى هجرة أكثر من ألف أسرة من أهالي ديالى بسبب الجفاف الذي يطارد المحافظة.
وأضاف أن ”حياة هذه الأسر القروية تعتمد بالأساس على الزراعة، ولكنهم اتجهوا إلى المدن بحثا عن مهنة أخرى لكسب رزقهم، فالجفاف معضلة كبيرة، وإذا لم نتخذ قرارا وآليات حتى الصيف القادم، فسوف نشهد كارثة وحالة صعبة للغاية“.
ونوه مستشار وزير الموارد المائية العراقي، عون ذياب إلى أن ”إيران قامت بتغيير مسارات الأنهار في داخل حدودها وأهمها تغيير مسار نهر كارون الذي يصب في شط العرب، وننتظر من الحكومة العراقية قرارا وإجراء سياسيا وليس فنيا لحل هذا الملف“.
وأضاف ذياب أن ”كمية المياه القادمة من إيران لسدي دربندخان ودوكان كانت تصل إلى 45 مترا مكعبا في الثانية، بينما تراجعت الكمية إلى 7 أمتار مكعبة منذ عام 2003 الذي شهد تغيير إيران لمسار نهر كارون لصالح مناطق في بهمن شهر الإيرانية“.
وأشار تقرير ”إيران واير“ إلى أن ”أزمة المياه في العراق الناجمة عن تجفيف أغلب الأنهار القادمة من إيران دفعت وزارة الموارد المائية العراقية إلى حفر 150 بئرا وإعادة تاهيل 60 بئرا آخر بهدف تأمين حاجة أهالي محافظة ديالى من المياه“.
وأكد التقرير أن العراق يعاني منذ عام 2003 (عام سقوط حكومة الرئيس الأسبق صدام حسين) من نقض متزايد لكميات المياه، وذلك جراء السياسات المائية لكل من إيران وتركيا المتمثلة في تغيير مسارات أنهار، وتشييد سدود على أنهار عراقية.
يُذكر أن وزير الموارد المائية العراقي، مهدي الحمداني أعلن في أكتوبر الماضي عن اعتزام بغداد اللجوء إلى محكمة العدل الدولية وتقديم شكوى ضد إيران بسبب دورها في أزمة المياه وقطعها حصة العراق المائية.