Skip to main content

كاتب أمريكي: حرب المياه بين مصر والسودان وإثيوبيا باتت وشيكة

عربية ودولية الأربعاء 17 كانون ثاني 2018 الساعة 18:50 مساءً (عدد المشاهدات 3296)

بغداد  /  سكاي برس

حذر الكاتب الأمريكي «ستيفن كوك» من اقتراب اندلاع حرب على المياه بين مصر والسودان وإثيوبيا، مشيرا إلى احتمالية تورط الإمارات في هذا الصراع في ضوء علاقاتها بمصر وإريتريا.

وفي مقال له نشرته مجلة «صالون»، قال «كوك»: «الآن نجد أن الصراع الحقيقي حول المياه في مرحلة الغليان».

وتطرق الباحث الأمريكي إلى جذور الصراع قائلا: «في عام 1929، منحت اتفافية أنجلو مصر الدولة العربية الأكثر تعدادا سكانيا نصيب الأسد من حصة المياه، نحو 50 مليار متر مكعب، ببينما سمحت للسودان بالحصول على 4 مليارت متر مكعب فقط، وحصل المصريون كذلك على حق رفض أي مشروعات في دول المصب»

وتابع: «في فترة ما بعد الاستعمار، وقعت مصر والسودان اتفاقا جديدا عام 1959 لزيادة حصة كل منهما من المياه، لكنه حفظ للقاهرة الامتيازات الأكبر».

وأردف الباحث الأمريكي: «لم يكن لدول مثل إريتريا ورواندا وبورندي وتزانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية أي كلمة إما لأنها لم تكن موجودة من الأصل، أو لعدم الحصول على استقلالها»، مشيرا إلى أن «نهر النيل قضية حياة في مصر حيث تعتمد عليه بشكل كلي».

وذكر الكاتب أن «القادة الإثيوبيين يعتبرون سد النهضة مكونا أساسيا للتنمية ويرفضون استمرار استحواذ مصر على الحصة الأكبر استنادا على شعار: نحن مصر وأنتم ليسوا كذلك، الأمطار تهطل عندكم ولا تفعل عندنا».

واستطرد «كوك»: «عندما يكتمل سد النهضة، ستتقلص حصة مصر من المياه بمقدار 22 مليار متر مكعب من المياه سنويا، ما يدمر الثروة الزارعية والإنتاج الكهربائي لمصر»، ناسبا تلك الإحصائية إلى وزارة الري المصرية، فيما أكد أن ذلك يمثل مصدر قلق عميق للقيادات المصرية لا سيما في ظل عجزهم على التوصل إلى حل دبلوماسي.

ومضى بالقول: «ملف سد النهضة تتعامل معه وزارة الخارجية التي لم يعد تأثيرها كما كان من قبل، لا سيما إذا ما قورنت بوزاة الدفاع والمخابرات العامة»، لافتا إلى فشل جهود عام 2015 لحل أزمة سد النهضة، مع تدخل السودان كوسيط آنذاك، فيما أشار إلى دخول مصر والسودان في خصومة جراء صراعات إقليمية.

وأضاف: «رحبت السودان مؤخرا بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووقعت معه اتفاق تعاون أمني تتضمن منح تركيا الإشراف على جزيرة سواكن التي تحتل مكانة استراتيجية هامة بين مصر والسودان والسعودية»، مؤكدا أن «الجزيرة كانت قاعدة بحرية استفادت منها الدولة العثمانية السابقة قديما، ويخشى المصريون أن يجدد الأتراك الجزيرة ويؤسسون قاعدة عسكرية دائمة هناك».

العلاقات القطرية السودانية

وتحدث «كوك» عن العلاقات القطرية السودانية الأخيرة، قائلا: «قبل شهور قليلة، جددت قطر علاقاتها العسكرية مع السودان، وهو أمر لم يسعد مصر، لا سيما في ظل الدعم القطري والتركي للإخوان المسلمين، ما تسبب في تفاقم التوتر بين القاهرة والخرطوم حول حلايب وشلاتين على الحدود بين الدولتين لكنها تخضع للسيطرة المصرية».

وتابع: «اصطفت تركيا، العضو في حلف الناتو، وقطر، التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية خارج الولايات المتحدة، مع السودان في هذا الخلاف، وبالتبعية لإثيوبيا التي هي حليف أمريكي، وعلى الجانب الآخر، مصر، شريكة أمريكا في الشرق الأوسط، وإريتريا».

ولفت إلى أنه «من المحتمل تورط دول خليجية في هذه الحرب»، مشيرا إلى أن «الإمارات اللاعب المهم في الخليج العربي، ستنخرط في هذا الصراع في ضوء علاقاتها بمصر وإريتريا».

وأشار إلى أن «السودان الآن بدأت تهاجم القرار المصري بشأن تيران وصنافير بدعوى أن القاهرة لا تملك حق التنازل عن الجزيرتين للسعودية»، ومضى يقول: «كرد فعل على ذلك، نشرت مصر حاملة طائرات هليكوبتر في البحر الأحمر، وأرسلت قوات إلى قاعدة إماراتية في إريتريا».

وأضاف: «أغضب ذلك الإثيوبيين بالمقابل، لا سيما وأن إريتريا انفصلت عن إثيوبيا عام 1993 وخاضت الدولتان حربا حدودية في أواخر تسعينات القرن المنصرم، تسببت في مقتل 80 ألف شخص، وفي 2016، دخلت إثيوبيا وإريتريا مجدداً في صدام ما تسبب في مقتل مئات آخرين».

وكرد فعل على تقارير تواجد القوات المصرية في إريتريا، لم يرفض الإثيوبيون فحسب العرض المصري باستبعاد الخرطوم من مفاوضات سد النهضة، لكن رئيس الوزراء الإثيوبي «هايلماريام ديسالين» استضاف وزير الدفاع السوداني «عوض بن عوف»، كما تعهد بالإسراع في وتيرة بناء سد النهضة، بحسب الكاتب الأمريكي.

ولفت إلى أنه: «علاوة على ذلك، نشر السودانيون آلاف الجنود على الحدود مع إريتريا، وطلبت مصر من البنك الدولي المساعدة على حل مأزق سد النهضة، وتعهدت بحماية حصتها من مياه نهر النيل».

ورأى الكاتب الأمريكي أن الولايات المتحدة ينبغي أن تلعب دور الوساطة في هذا النزع، لكنه اتهم إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بتقويض الخارجية الأمريكية، مشيرا إلى أن «وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس ومستشار الأمن القومي إتش آر ماكماستر يعتبران صراع منطقة القرن الأفريقي أقل أهمية من تهديدات كوريا الشمالية وإيران».

وأشار إلى أن ما كشفه كتاب «الغضب والنار» الأخير، يظهر أن «روسيا حلت بديلة للولايات المتحدة، كوسيط للأمن والاستقرار في العالم، وهو ما جعل الإدارة الأمريكية ترى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ينبغي أن يتدخل لمنع نشوب صراع جديد حول المياه في منطقة القرن الأفريقي».

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة