بغداد / متابعة سكاي برس
يبحث وزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو مع حلفائه الخليجيين في أبوظبي الخميس 19 أيلول 2019 ردا محتملا على الهجوم الذي استهدف ارامكو واعتبرته واشنطن "عملا حربيا" من قبل إيران.
ويثير التشدد الأميركي حيال إيران مخاوف من تصعيد كبير في المنطقة الهشة على خلفية هجوم السبت 14 أيلول 2019 غير المسبوق والذي تسبّب بوقف نحو نصف الانتاج السعودي اليومي من النفط.
ويصل بومبيو إلى أبوظبي قادما من جدة حيث التقى بولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي اعتبر أنّ الهجوم يشكل اختبارا حقيقا لإرادة المجتمع الدولي.
وبحسب المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغان أورتاغوس، فقد اتفق الطرفان خلال اللقاء على أن الهجوم "غير مقبول"، وأنّه "لم يهدد الأمن القومي السعودي فحسب، بل حياة الأميركيين الذين يعيشون ويعملون في المملكة أيضا، وكذلك إمدادات الطاقة العالمية بشكل عام".
وبحثا أيضا "ضرورة اتحاد المجتمع الدولي لمواجهة التهديد المستمر الذي يمثله النظام الإيراني، واتفقا على ضرورة محاسبة النظام الإيراني على سلوكه العدواني والمتهور والتهديدي المستمر".
وكان وزير الخارجية الأميركي أكّد للصحافيين في مستهلّ زيارته للسعودية أن الهجوم هو "عمل حربي" شنّته إيران.
وفي الرياض، عُرضت في مؤتمر صحافي الأربعاء 18 أيلول 2019 قطع من الصواريخ والطائرات المسيرة التي قالت السعودية إنّها استخدمت في العملية ضد أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم في بقيق، وحقل خريص النفطي في شرق المملكة.
وقال المتحدث العسكري العقيد الركن تركي المالكي "الهجوم انطلق من الشمال (...) وبدعم من إيران بدون أدنى شك"، من دون ان يحدد إيران كمصدر للهجوم.
وأضاف "نواصل تحقيقاتنا لتحديد الموقع الدقيق الذي انطلقت منه الطائرات المسيرة والصواريخ"، مشيرا إلى أن المهاجمين استخدموا 18 طائرة مسيّرة وسبعة صواريخ من طراز "كروز".
عقوبات جديدة
أعلن الحوثيون في اليمن الذين تدعمهم طهران، مسؤوليتهم عن الهجوم قائلين إنّهم نفّذوه بطائرات من دون طيار، لكن واشنطن أفادت بأنها واشنطن مقتنعة بان العملية انطلقت من إيران.
كما صرّح وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الخميس 19 أيلول 2019 أنّ احتمال أن يكون الحوثيون نفذوا الهجوم على المنشأتين النفطيتين في السعودية "يفتقد إلى بعض الصدقية".
وبعد وقت قصير من مؤتمر المالكي، عاد الحوثيون وجدّدوا تبنيهم للعملية التي أطلقوا عليها اسم "عملية توازن الردع الثانية"، قائلين أنّها "نفذت بعدد من أنواع الطائرات المسيرة".
وقد نفذ الحوثيون في الأشهر الأخيرة عشرات العمليات بطائرات مسيّرة ضد منشآت في المملكة، بينها مطاري جيزان وأبها في جنوب المملكة.
كما هدد الحوثيون بشن هجمات ضد الإمارات، مؤكدين أن لديهم "عشرات الأهداف" منها في أبو ظبي ودبي. وقال المتحدث باسم قوات الحوثيون يحيى سريع في مؤتمر صحافي عقده في صنعاء "للنظام الإماراتي نقول: عملية واحدة فقط ستكلفكم كثيراً".
والإمارات عضو في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران. وسبق أن هدد الحوثيون بضرب أهداف في الإمارات، كما أعلنوا استهداف مطاري أبوظبي ودبي، وهو ما نفته السلطات الإماراتية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد أن لديه "خيارات عديدة" للرد على ايران، معلنا عن عقوبات جديدة "خلال 48 ساعة".
واتهم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف واشنطن بانها "تتعمد استهداف" المدنيين الايرانيين عبر تشديد عقوباتها.
وتضاف هذه العقوبات الى اجراءات عقابية غير مسبوقة فرضتها واشنطن على طهران اثر انسحاب ترامب في ايار/مايو 2018 من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الايراني والذي يعتبره غير كاف لمنع الجمهورية الاسلامية من حيازة سلاح نووي، اضافة الى اتهامه اياها بزعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط.
لائحة أهداف
بحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن خطط الرد العسكري الأميركية تشمل لائحة من الأهداف في إيران، بينها منشأة عبدان، إحدى اكبر محطات تكرير النفط، وجزيرة خرج التي تضم أكبر منشأة نفطية في البلاد.
كما أن اللائحة تشمل المواقع التي قد تكون انطلقت منها الصواريخ نحو السعودية، وقواعد اخرى للحرس الثوري في جنوب غرب إيران حيث شهدت المنطقة تحركات يشتبه في انها مرتبطة بضربة ارامكو.
وقالت الصحيفة "اي ضربة ضد ايران ستتم على الارجح عبر رشقات من صواريخ كروز تنطلق من سفن البحرية. وفي حال ردت إيران على الضربة الاولى ستقوم طائرات بضربة ثانية".
ورأت شينزيا بيانكو الخبيرة في شون الشرق الأوسط في المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية ان الوضع قد يتدهور نحو "أحداث خارجة عن السيطرة".
وأضافت "هناك عدم يقين في السعودية حيال الطريقة المثلى للتحرك. لكن التفكير ينصب على أن تقوم الولايات المتحدة بضرب منشآت مهمة في إيران لتقليص او استبعاد اي خسائر مدنية".
وكانت شبكة "سي بي إس نيوز" الإخبارية الأميركية نقلت الأربعاء 18 أيلول 2019 عن مسؤول أميركي ان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامئني وافق على الهجوم شرط أن يتم تنفيذه بشكل يبعد الشبهات في أي تورط إيراني.
وقال المسؤولون الأميركيون في التقرير إنّ الأدلة ضد إيران هي صور التقطت بقمر اصطناعي ولم يتم نشرها بعد، تظهر قوات الحرس الثوري الإيراني وهي تقوم بترتيبات للهجوم في قاعدة الأهواز الجوية.
وفي السياق، أعلن الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش ان خبراء امميين ارسلوا الى السعودية لاجراء تحقيق دولي حول الهجمات.
وفي خضم التوترات،، انضمت الإمارات والسعودية لقوة بحرية تقودها الولايات المتّحدة لتأمين الملاحة في منطقة الخليج.