Skip to main content

الأقليات في سوريا: صراع بين الاضطهاد والبحث عن الأمان في ظل حكومة جديدة

تقاريـر السبت 01 شباط 2025 الساعة 23:02 مساءً (عدد المشاهدات 58)

سكاي برس/ بغداد

لا تزال مشاعر الأقليات الدينية في سوريا تتأرجح بين الأمل والخوف من المستقبل، على الرغم من تعهد زعماء البلاد الجدد باحترام الحريات الدينية ونسيان ماضيهم المتطرف.

ويقبع قادة المعارضة السابقون، الذين يقودون الحكومة الجديدة حاليا، تحت ضغط دولي كبير للحفاظ على تعهداتهم باحترام الأقليات الدينية والعرقية في سوريا.

يأتي هذا الضغط من قبل الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي لا تزال تفرض عقوبات على سوريا كدولة وتحتفظ بإجراءات منفصلة ضد الجماعات الإسلامية التي تهيمن على الحكومة الجديدة.

يقول علي رشيد، الذي قدم لدمشق من العراق لزيارة مرقد السيدة زينب، إن عائلته كانت خائفة عندما أخبرهم عن خطته لزيارة المقام المقدس لدى المسلمين الشيعة.

لكن عند وصوله في يناير، يقول رشيد إنه وجد والزوار العراقيين الآخرين ترحيبا حارا من القيادة الجديدة في سوريا. وأضاف: "كنا خائفين في البداية، لكننا تخطينا الخوف. وعندما وصلنا، أدركنا مدى حسن الضيافة والاحترام الذي تلقيناه هنا"، وفقا لما نقلت عنه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

ويقول أبو مريم، أحد القادة في الحكومة الجديدة الذي يشرف على الأمن في مقام السيدة زينب، إنه في الأسابيع الأولى بعد انهيار نظام الأسد في 8 ديسمبر، لم يأتِ سوى حوالي 100 شخص للصلاة في المقام.

لكن بحلول أواخر يناير، تجمع حوالي 9 آلاف شخص لأداء صلاة الجمعة، وارتفع العدد كل أسبوع. ويضيف أبو مريم: "لقد عملنا جاهدين على إرسال رسائل تطمينية. ومع مرور الوقت، أصبح الناس أكثر ثقة".

أما في المناطق التي تقطنها غالبية مسيحية في دمشق القديمة، فتستمر الحياة أيضا بشكل طبيعي نسبيا. وفقا للصحيفة فإن الكنائس تشهد إقامة القداس بشكل متكرر، والحانات مزدحمة طوال المساء، حيث تقدم البيرة المحلية والويسكي المستورد. ومع ذلك، لا يعني هذا أن القلق قد اختفى من قلوب أفراد الأقلية المسيحية في البلاد.

يقول الشماس عطا الله وهو يبدأ قداس الأحد في الكنيسة الكاثوليكية في حي باب توما بدمشق إن "الأمور هادئة الآن، لكن لا أحد يعرف ما الذي سيجلبه الغد".

وأشار رجل دين كبير آخر في كنيسة قريبة إلى أنه "قد يكون هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة".

ويلفت رئيس الكنيسة السريانية الأرثوذكسية العالمية البطريرك مور إغناطيوس أفرام الثاني إلى أن بعض المجموعات التي تشترك في الحكومة السورية كان لها تاريخ دموي من العنف ضد المسيحيين والأقليات الأخرى في السنوات الأولى من الحرب الأهلية.

ومع ذلك يقول إنه عندما أبلغ القادة المسيحيون عن مشاكل، مثل ظهور بعض الوعاظ الإسلاميين في المدينة القديمة بدمشق وهم يحثون المسيحيين على تغيير ديانتهم، اتخذت الإدارة الجديدة إجراءات سريعة لاستعادة الهدوء. ويضيف البطريرك: "يبدو أن هناك تغييرا في القلب والعقل، ونحن سعداء بذلك. نأمل أن يكون هذا تغييرا حقيقيا وأن يستمر، لأن تصورهم يجب أن يتغير بعد أن أصبحوا في القيادة".

ويؤكد أن المسيحيين "بحاجة إلى أكثر من الوعود الشفوية. لا يزال هناك خوف، لأننا يجب أن نرى الدستور الجديد الذي يضمن حقوق جميع السوريين.

" ومنذ وصولها إلى السلطة، سعت الإدارة السورية الجديدة إلى الطمأنة بأنها ستحترم حقوق الأقليات الدينية والعرقية في البلاد. وكان عدد المسيحيين في سوريا يتجاوز المليون قبل اندلاع النزاع عام 2011، ليتراجع مع موجات الهجرة واللجوء تباعا.

ويقدر خبراء أن عدد المسيحيين المتبقين في سوريا اليوم يرواح بين مئتي ألف و300 ألف شخص. من جهة أخرى، تخشى الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد أن يوصفوا بكونهم من أتباع النظام السابق، ويراقبون بخوف ما يحدث منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الجاري.

ويوضح عدد ممن تحدثوا إلى موقع الحرة، أن العلويين كانوا أساسا مقموعين منذ أيام الأسد، وهناك تخوّف اليوم من أن يُحسبوا على النظام السابق.. أن يتعرضوا للظلم والحيف مرة أخرى، على حد وصفهم.

إبراهيم زرقة شاب سوري من مدينة جبلة، وهو طبيب ومعتقل سابق وينتمي للطائفة العلوية، وقدّم الكثير من التنازلات ليستطيع البقاء في بلاده دون مضايقات خلال فترة سيطرة النظام، من ضمنها التعهد بعدم العمل السياسي أو التواصل مع المعارضة.

يوضح ابراهيم خلال حديثه إلى هواجس الطائفة العلوية مما يحدث اليوم في سوريا، قائلا، "المخاوف اليوم لدى الطائفة يجب أن نحددها بعدة فئات، الفئة الأولى اللي كانت تستغل تقربها من السلطة والأشخاص المتنفذين، وهؤلاء خافوا اليوم على نفوذهم ومناصبهم".

وأما الفئة الثانية، حسب زرقة، فهي التي كانت فعليا مشتركة بالدم، وكانت لا تعبر عن كل الطائفة، وهي بنسبة محددة وجميع الأشخاص يعرفونهم، وهؤلاء مخاوفهم وهاجسهم هو التعرض لأعمال انتقام وتصفية أو المحاسبة، وهؤلاء رأيهم كان أن عائلة الأسد ستبقى للأبد.

وبالنسبة الفئة الثالثة، كما يرى المتحدث، فهي عموم الطائفة، وهم أشخاص من متوسطي الدخل، انتقلوا من فئة متوسطة إلى فئة فقيرة بسبب النظام البائد خلال العشر سنوات الفائتة، إذ عمل الأخير على تجويع معظم العلويين لدرجة أن أصبح الوضع مزري، مستغلاً شبابه اللذين كانوا وقوداً له، وقتلهم أو قُتلوا في صدامات مسلحة.

ونجحت فصائل المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام، التي أعلنت قبل سنوات فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، في الإطاحة بنظام بشار الأسد قبل في 8 ديسمبر الماضي.، قبل أن يعلن حلها في 29 يناير الماضي ودمجها في الجيش السوري الجديد. وتدرك الإدارة السورية حاليا أن طريقة تعاملها مع الأقليات مثل المسيحيين والعلويين والأكراد خصوصا، تخضع لتدقيق شديد.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة