Skip to main content

بحسب تقرير تركي "العراق نقطة تلاقي".. المتغيرات الجيوسياسية تدفع لتعاون بين واشنطن وأنقرة

تقاريـر الأربعاء 05 شباط 2025 الساعة 22:15 مساءً (عدد المشاهدات 59)

سكاي برس/ بغداد

دعا تقرير تركي، الى جعل العراق "نقطة تلاق" وتعاون بين الولايات المتحدة وتركيا، بما يحقق استقرار هذا البلد، ويعزز مصالح كل من أنقرة وواشنطن في الوقت نفسه.

وأوضح تقرير لصحيفة "ديلي صباح" التركية، أن الديناميكيات المتغيرة والتطورات الجيوسياسية في المنطقة، تدفع "تركيا والولايات المتحدة الى تخطي بيئة حافلة بالتحديات حيث تتباعد مصالحهما بقدر ما تتقارب"، مشيرا الى ان العلاقات بين انقرة وواشنطن لطالما اتسمت بمسائل خلافية، خصوصا فيما يتعلق بسوريا.

وبعدما وصف التقرير الشرق الاوسط، بانه نقطة تقاطع رئيسية بين نهجي السياسة الخارجية لتركيا والولايات المتحدة، وليس منطقة تحدٍ بينهما فقط، رأى أنها أيضا تثير "فرص للشراكة" بينهما، وأن العراق يظهر كمنطقة مهمة للتعاون بسبب التهديدات والمصالح المشتركة بينهما.

ولفت التقرير، إلى أن التجارب المتراكمة فيما بعد العام 2003، تظهر العديد من الامثلة حيث توصلت تركيا والولايات المتحدة الى ارضية مشتركة في العراق، مثل دمج السنة في النظام السياسي، ومكافحة داعش وغيرها.

وفي حين رأى التقرير، أن سوريا تبرز الخلافات، فإن العراق يمثل "منصة للتعاون"، حيث تدرك تركيا والولايات المتحدة ان استقرار العراق هو بمثابة ضرورة اساسية للامن الاقليمي، ويتشاطران المخاوف بشان حضور ايران المتزايد، مضيفا أن العراق يبرز كمنطقة حاسمة حيث بامكان الاستراتيجيات التركية والامريكية التلاقي حول دعم مشاريع البنية التحتية وجهود اصلاح المؤسسات الامنية.

وأشار التقرير التركي، إلى أن "مشروع "طريق التنمية" من بين المساحات الواعدة للتعاون بين البلدين، حيث يوفر المشروع بالنسبة لواشنطن، وسيلة لتحقيق الاستقرار في العراق، والحد من اعتماده الاقتصادي على ايران وتقوية اقتصاد بغداد، في حين ان المشروع يمثل بالنسبة الى انقرة فرصة لتعزيز دورها كمركز لوجستي بين الشرق والغرب.

وبعدما نبّه التقرير، إلى أن تركيا انخرطت بأدوار مهمة في عملية إعادة إعمار العراق منذ العام 2003، أشار إلى أن نحو 2700 شركة تركية تعمل في العراق، وهي تتمتع بالخبرة في مشاريع البنية التحتية الاستراتيجية مثل إعادة بناء مطار الموصل.

وتابع التقرير، أن الميليشيات المدعومة من ايران، تمثل تحديا لسيادة العراق، مضيفا أن تركيز إدارة الرئيس دونالد ترامب المتجدد على عزل طهران، قد يمهد الطريق لتعاون اوثق، خصوصا في مواجهة الميليشيات في سوريا والعراق.

وبين أن بمقدور تركيا والولايات المتحدة التعاون من اجل مساعدة بغداد على فرض سيطرة اكبر، اما من خلال دمج الميليشيات في مؤسسات الدولة الرسمية او من خلال تعزيز الاجهزة الامنية العراقية.

وبالاضاقة إلى ذلك، رأى التقرير التركي، أن هناك فرصة أخرى للتعاون بين البلدين حول ملف إعادة الاعمار في المناطق السنية مثل الموصل والانبار، حيث ان علاقات تركيا مع هذه المجتمعات المحلية قد تكون مكملة لمبادرات إعادة البناء التي تقودها الولايات المتحدة، وبما يعزز الاستقرار على المدى الطويل ويحد من مخاطر التطرف.

وبحسب تقرير "ديلي صباح" التركية، فإن وجود جماعة حزب العمال الكوردستاني الارهابية في شمال إقليم كوردستان العراق، يمثل قضية مستمرة بالنسبة لانقرة على الرغم من التعاون المستمر مع اربيل وبغداد".

ووفق التقرير، فإن استخدام الجماعة للمنطقة كمنطلق لشن هجمات على تركيا، ادى الى توتر العلاقات التركية- العراقية، مشيرا الى ان واشنطن من جهتها كانت تتصرف بحذر اكبر على هذه الجبهة، الا ان تركيز ادارة ترامب على الاجراءات الحاسمة لمكافحة الارهاب، بامكانها ان تشجع على قيام الولايات المتحدة بدور اكثر نشاطا في التصدي لانشطة حزب العمال الكوردستاني، وهو ما قد يعيد الثقة بين انقرة وواشنطن. وبرغم خلافات أنقرة وواشنطن، فإن تركيا والولايات المتحدة ملتزمتان بالحاق الهزيمة بداعش والجماعات المتطرفة الأخرى.

وفيما يتعلق بسوريا، قال التقرير انها تظل نقطة خلاف كبيرة بسبب دعم واشنطن لوحدات حماية الشعب، التي تعتبرها انقرة بمثابة الجناح السوري لحزب العمال الكوردستاني، الا انه في الوقت نفسه، يتشارك البلدان بقلق عميق حول نفوذ ايران الاقليمي، وخاصة من خلال الميليشيات في العراق وسوريا والتي يرتبط بعضها بحزب العمال الكوردستاني.

واعتبر التقرير، أن نهج "اميركا اولا" الذي تتبناه ادارة ترامب، والذي يركز على التفاهمات الثنائية ومكافحة الارهاب، قد يقود الى تحول نحو استراتيجيات اقليمية شاملة، ما يوفر الفرض الجديدة امام انقرة وواشنطن للتوافق على الاهداف المشتركة، خصوصا فيما يتعلق بالحد من الارهاب وتقليص نفوذ طهران في المنطقة.

وتابع أن القيام بعملية اعادة تقييم لسياسة الولايات المتحدة تجاه وحدات حماية الشعب، الى جانب الاعتراف بهواجس انقرة الامنية المشروعة، يمكن ان تمهد الطريق امام المزيد من الحوار البناء، وفي المقابل، فإن النفوذ الايراني في سوريا، خصوصا من خلال الميليشيات المتطرفة، تشكل تحديا متبادلا قد يجده البلدان بمثابة أرضية مشتركة.

وفي حين قال التقرير التركي، أن إعادة بناء الثقة بين انقرة وواشنطن لن يكون امرا سهلا، إلا أن العراق يوفر فرصة فريدة لتحقيق التقدم، وان جهود التعاون لمواجهة الميليشيات الايرانية من اجل صالح استقرار المنطقة، وتسوية وجود حزب العمال الكوردستاني، واعادة بناء المجتمعات المدمرة، بامكانها ان تحول التحديات المشتركة الى نتائج ملموسة.

وختم التقرير بالقول إن "الشرق الاوسط عند منعطف محوري، حيث تقع سوريا والعراق في قلب مشهده المتطور"، وفي حين ما تزال سوريا تشكل نقطة خلاف، الا انه لا يمكن تجاهل الامكانات التي يوفرها العراق للتعاون، مضيفا انه من خلال التركيز على المصالح المتبادلة، سيكون بمقدور البلدين صياغة شراكة اقوى من شأنها المساهمة في الاستقرار الإقليمي.

وخلص الى القول إنها "ليست مجرد ضرورة دبلوماسية، وانما ضرورة استراتيجية، حيث أن لدى تركيا والولايات المتحدة الكثير على المحك بحيث لا يجب ان يسمحا لخلافاتهما بأن تطغى على رؤيتهما المشتركة لشرق أوسط مستقر وآمن".

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة