Skip to main content

زيارة مظلوم عبدة لكردستان.. توحيد صفوف الكرد في سوريا ومصالحة تركيا

تقاريـر الجمعة 17 كانون ثاني 2025 الساعة 23:27 مساءً (عدد المشاهدات 77)

سكاي برس/ بغداد

لم تكن زيارة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، إلى أربيل بإقليم كردستان العراق ولقائه زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، زيارة عادية، بل مثلت استجابة لمبادرة بارزاني لتوحيد الكرد في سوريا والمصالحة ما بين (قسد) وتركيا.

وأعلن مقر بارزاني في بيان، أن اللقاء بحث الأوضاع في سوريا وآخر التطورات الأمنية والسياسية، بالإضافة إلى التباحث حول الإطار العام لتعامل القوى الكردية مع الوضع الجديد وكيفية اتخاذ موقف مشترك للأحزاب الكردية في سوريا.

وفقا للبيان، أكد اللقاء على ضرورة أن تُقرر الأحزاب الكردية في سوريا مصيرها دون تدخل أي طرف آخر وبالطرق السلمية وبما يضمن حقوقهم في الوحدة والتضامن المشترك مع حكام سوريا الجدد للوصول إلى التفاهم والاتفاق.

وشهدت العلاقات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني، أكبر الأحزاب في حكومة إقليم كردستان العراق، وحزب الاتحاد الديمقراطي، أكبر أحزاب الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سوريا، فتورا خلال السنوات الماضية، إثر ارتباط الاتحاد الديمقراطي مع حزب العمال الكردستاني المعارض لأنقرة (المصنف على لوائح الإرهاب الدولية)، والمتهم بزعزعة الاستقرار الأمني في إقليم كردستان.

ويفتقد المشهد السياسي الكردي في سوريا إلى وحدة الصف وإلى مرجعية واحدة تمثل الكرد فيها، بسبب توتر العلاقات بين الاتحاد الديمقراطي الذي يتزعم أحزاب الوحدة الوطنية المنضوية في الإدارة الذاتية والمجلس الوطني الكردي السوري. وجاءت زيارة عبدي السريعة إلى أربيل التي استمرت بضع ساعات قبل عودته إلى سوريا، بعد 3 أيام من زيارة، حميد دربندي، ممثل الزعيم الكردي، مسعود بارزاني، إلى شمال شرق سوريا، وتسليمه دعوة رسمية من بارزاني إلى عبدي لزيارة أربيل.

وعقب زيارة عبدي إلى أربيل، قال المتحدث باسم المجلس الوطني الكردي، فيصل يوسف، "يؤكد المجلس على أن اللقاء يمثل خطوة أساسية نحو تعزيز الجهود الرامية إلى تحقيق وحدة الموقف الكردي، لضمان حقوق الشعب الكردي في سوريا الجديدة"، مشددا على أن اللقاء يحمل دلالات استراتيجية عميقة في ظل التطورات السياسية الراهنة.

وتسعى قيادة كردستان العراق التي تتمتع بعلاقات جيدة مع تركيا إلى الاستفادة من هذه العلاقات في الوساطة بين أنقرة والإدارة الذاتية بشكل عام، وقوات قسد مع أنقرة بشكل خاص، بهدف المساهمة في تأمين الوضع الكردي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي.

ويعتقد ممثل المجلس الوطني الكردي في الائتلاف السوري المعارض، عماد برهو، أن لدى بارزاني مبادرة سلام وحل شامل للوضع الكردي في سوريا، من خلال طرح صيغة حل بين الأطراف الكردية السورية استكمالا للمفاوضات بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية، على أساس ما أنجز في اتفاق دهوك عام 2014، وتشكيل وفد كردي مشترك للذهاب إلى دمشق والتحاور مع الإدارة السورية الجديدة.

ويضيف برهو "سيكون للرئيس بارزاني دور كبير في الوساطة بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة التركية من أجل حل الخلافات المتعلقة بإيجاد ضمانات من قبل (قسد) تجاه تركيا وتفنيد مخاوفها المتعلقة بأمنها القومي، ووقف الهجمات العسكرية ضد المناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا"، لافتا إلى أن هذه الوساطة ستعمل على ضمان أن تكون تركيا عاملا إيجابيا في سوريا الجديدة.

وقاد بارزاني في أكتوبر 2014 مبادرة لتوحيد الصف الكردي في سوريا، واحتضنت محافظة دهوك في إقليم كردستان عدة اجتماعات بين حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي تمخض عنها توقيع اتفاقية دهوك، التي نصت على تشكيل مرجعية سياسية كردية من الطرفين الرئيسيين بنسبة تمثيل 40% لكل منهما و20% للأطراف الأخرى غير المنخرطة بهذين التكتلين، وتحقيق الشراكة الفعلية لكافة الأطراف والمكونات في الإدارة الذاتية وتطوير الشكل الراهن لإدارة المناطق الكردية.

لكن الاتفاق لم يطبق وظل التوتر سيد الموقف في المشهد السياسي الكردي السوري، وعلى الرغم من أن الطرفين عادا للتفاوض مجددا عام 2020 وعلى أساس اتفاقية دهوك بدعم من الولايات المتحدة الأميركية والتحالف الدولي، إلا أنهما لم يتمكنا من التوصل إلى اتفاق مجددا. ومع سقوط نظام الأسد والإعلان عن الإدارة السورية الجديدة، عاد مطلب توحيد الصف الكردي في سوريا إلى الواجهة مجددا بهدف التفاوض مع السلطة الجديدة وتأمين حقوق الكرد.

ويرى خبير العلاقات الدولية، حسن أحمد مصطفى، أن زيارة مظلوم عبدي إلى إقليم كردستان ولقائه زعيم الحزب الديمقراطي هي استجابة ضرورية للمرحلة الحالية التي تشهد فيها المنطقة تغييرات كبيرة.

ويوضح مصطفى، "الكرد في سوريا أمام تغييرات كبيرة ويحظون بدعم دولي وكان لهم دور كبير في هزيمة داعش، لذلك زيارتهم للرئيس مسعود بارزاني بلا شك تمثل مرحلة جديدة ولها تأثيراتها الروحية والنفسية والثقافية والسياسية، لكن لا يمكننا أن نقول إن للزيارة تأثير جيوسياسي سريع".

وتتزامن زيارة عبدي إلى أربيل مع محاولات أنقرة لإطلاق عملية سلام جديدة في تركيا وإنهاء ملف القضية الكردية والصراع التركي الكردي المسلح المتواصل منذ أكثر من 4 عقود.

ويستبعد مصطفى وجود أي ارتباط ما بين زيارة عبدي إلى أربيل وعملية السلام في تركيا، معتبرا أن الملفين مختلفين، مشيرا إلى أن تركيا غير مستعدة لخلط الملفين وغير مستعدة لاعتماد العمال الكردستاني كمخاطب، لافتا إلى أن للزيارة علاقة مباشرة بمصير الكرد في سوريا، خاصة أن أنقرة جدية في اتخاذ بعض الإجراءات فيما إذا لم يغير حزب الاتحاد الديمقراطي نفسه، بحسب مصطفى.

ويوضح مصطفى "لا نستطيع أن نجزم أن الخطورة التركية زالت على الكرد في سوريا، لذلك يسعى الرئيس بارزاني للاطمئنان من أن التحركات الجارية حكيمة والتعامل عقلاني"، مؤكدا على أنه باستطاعة بارزاني مساعدة الكرد في الأجزاء الأخرى إلى الحد الذي يمكنهم فيه من مساعدة أنفسهم ببعض الخطوات.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة