Skip to main content

بين التصعيد والتفاوض.. هل تقترب الحرب في أوكرانيا من نقطة التحول؟

مقالات الثلاثاء 18 آذار 2025 الساعة 15:32 مساءً (عدد المشاهدات 149)

سكاي برس/ بغداد 

في خطوة تعكس تحولًا في استراتيجيتها، قدمت موسكو للولايات المتحدة قائمة مطالب كشرط لإنهاء حربها على أوكرانيا، وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز” عن مصادر مطلعة. تضمنت المطالب الروسية عدم انضمام أوكرانيا إلى الناتو، وضمان عدم نشر قوات أجنبية على أراضيها، إلى جانب اعتراف دولي بضم شبه جزيرة القرم وأربع مقاطعات أوكرانية إلى روسيا. ورغم أن هذه الشروط تعكس استعدادًا نظريًا للتفاوض، إلا أن الموقف الروسي لا يشير إلى ضعف بقدر ما يكشف عن قناعة الكرملين بأن الظروف الحالية تصب في مصلحته.

بوتين، الذي لا يزال يرى أن ميزان القوى يميل لصالح روسيا على الجبهات العسكرية، يدرك أن وقف إطلاق النار دون ضمانات واضحة من واشنطن قد يُفسر كتنازل لا يخدم مصالح موسكو على المدى البعيد. وعليه، فإن أي هدنة محتملة لن تكون إلا وفق شروط تعزز نفوذ روسيا وتضمن مكاسبها الاستراتيجية، مما يجعل الموقف الأمريكي أمام اختبار معقد: هل ستتعامل مع المطالب الروسية كأرضية للتفاوض، أم أنها ستستمر في دعم أوكرانيا دون تقديم أي تنازلات؟

في المقابل، تشكل هذه التحركات الروسية تحديًا جديدًا لكييف، التي تجد نفسها بين ضغط عسكري متزايد وواقع سياسي قد يجبرها على خيارات صعبة. فرفض أي اتفاق قد يعني استمرار النزيف العسكري والاقتصادي، بينما القبول بشروط موسكو يمثل انتكاسة لموقفها السيادي وللدعم الغربي الذي تلقته حتى الآن.

ما يحدث الآن ليس مجرد طرح لشروط تفاوضية، بل هو اختبار حقيقي لمعادلة القوة بين روسيا والغرب. فهل نشهد تحولًا جذريًا في مسار الحرب، أم أن هذه المطالب ليست سوى جزء من لعبة شد الحبل التي ستستمر حتى تتغير معادلات الميدان؟

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة