سكاي برس/ بغداد
كتب/ مراد الغضبان
منذ سنوات، والولايات المتحدة تمارس لعبتها المعتادة: تهديد، ضغط، ثم “موافقة مشروطة” على استيراد العراق للغاز الإيراني. كل ستة أشهر، وكأنها تمنح بغداد جرعة أوكسجين مؤقتة، ثم تعود وتهدد بقطع الإمدادات مجددًا، دون أن يخطر ببال أحد من “العباقرة” الذين يتولون إدارة العراق أن يسأل: وماذا لو قررت واشنطن يومًا ما وقف الاستيراد نهائيًا؟
أي تاجر بسيط، يبيع السجائر في زاوية الشارع، يفهم ديناميكية السوق أكثر من حكوماتنا المتعاقبة، فحين يقترب رمضان أو العيد، يملأ مخزنه بالبضاعة تحسبًا للطلب المتزايد، لكن دولة كاملة، بملياراتها ومؤسساتها وجيوش مستشاريها، لم تفكر لوهلة واحدة بأن الغاز الإيراني قد يتوقف يومًا ما، ولم تضع خطة بديلة، ولو حتى على الورق!
أما إيران، فهي تتعامل بواقعية بحتة، فشعبها يعاني من القطوعات أكثر من العراق، ومع ذلك، تستمر بتصدير الكهرباء والغاز مقابل مبالغ ضخمة بالمليارات، لا مجانًا، كما يحاول البعض تصوير الأمر. ومع ذلك، لا أحد في العراق تجرأ على البحث عن بدائل حقيقية.
لبنان، رغم أزماته، نجح في تأمين 70% من احتياجاته عبر الألواح الشمسية. أوروبا، التي لا تملك نفطًا أو غازًا، تعتمد على الطاقة البديلة. أما العراق، البلد الغارق في الشمس والموارد، فما زال رهينة وزراء عاجزين وناخبين أكثر عجزًا.
ما المشكلة بالضبط؟ هل هو غباء حكومي؟ أم أن الناخب العراقي يعاقب نفسه بإعادة تدوير الفاشلين؟ أم أنها لعنة إلهية؟ لا أحد يعلم، لكن الأمر المؤكد أن دولةً لا تخطط أبعد من ستة أشهر، لن تكون إلا دولة فاشلة، ولو امتلكت من الثروات ما يكفي لإضاءة الشرق الأوسط كله!