Skip to main content

محمد علي الحسيني "شِمْر العصر" الذي خان الاسلام وطعنهم بسيف الصهاينة ..

المقالات السبت 08 آذار 2025 الساعة 20:00 مساءً (عدد المشاهدات 189)

سكاي برس/ بغداد 

كتب/ مراد الغضبان

بينما كانت القلوب تبلغ الحناجر، وبرز المسلمون، وخاصة الشيعة، في مواجهة المشروع الصهيوني، ظهر محمد علي الحسيني ليؤدي دورًا لم يتمكن من أدائه مائة إعلامي صهيوني مثل أفيخاي أدرعي أو إيدي كوهين، بدعمٍ من قنواتٍ عربيةٍ متواطئة مع إسرائيل. هؤلاء، على الأقل، لا يخفون عداوتهم، ولا يدّعون الانتماء إلى رسول الله وأهل بيته، لكن الحسيني؟ لقد كان الخنجر المغروس في ظهر الإسلام، والسهم المسموم الذي أصابهم في لحظةٍ كان العدو فيها عاجزًا عن اختراق الجبهات، فوجد من يخدمه تحت عباءة الدين.

لم يكن ما فعله الحسيني مجرد انشقاقٍ سياسي أو رأي مخالف، بل كان جزءًا من مخططٍ إسرائيليٍّ محكم، استثمرت فيه أجهزة الاستخبارات الصهيونية بدقة، وسُخِّرت له المنصات الإعلامية العربية المتحالفة مع إسرائيل، ليؤدي دورًا خطيرًا في زعزعة الصف من الداخل. لم يكن هدفه مجرد الهجوم على المقاومة، بل ضرب العقيدة، وتشتيت الأمة، وبث الشك في النفوس. لقد كان سلاحًا نفسيًا أشد فتكًا من القنابل، استُخدم في لحظاتٍ مفصليةٍ للتأثير على المعنويات، حتى داخل الأوساط التي تدّعي الجهاد في العراق، حيث اخترق عقول البعض، وزرع الوهن والريبة في قلوب من كانوا يظنون أنفسهم في معسكر المواجهة.

وهنا يحق لنا أن نتساءل: هل تستحق الأموال والامتيازات أن يبيع الإنسان دينه ومبادئه؟ إن كان لديه خلافٌ مع بعض السياسيين الشيعة في لبنان، فهل يبرر ذلك تحالفه مع إسرائيل؟ هل كان ذلك سببًا لأن يبرر العدوان، وأن يسخّر لسانه وظهوره الإعلامي لضرب المسلمين من الداخل؟ ما ثمن خيانته؟ هل يستحق حسن نصر الله كل هذا الغدر من أجل حفنة دولارات؟ أكانت هذه المكاسب المادية تساوي طعن الإمام الحسين إعلاميًا، كما طعنه ابن مرجانة بسيفه؟

الحسيني لم يكن مجرد خائن، بل كان أداةً صهيونيةً في معركةٍ تستهدف الإسلام والمقاومين في لحظاتهم الحاسمة. لقد جرى تصنيعه بعنايةٍ ليكون أخطر من العملاء العلنيين، سيفًا مغلفًا بعباءةٍ سوداء، خادمًا لإعلام التطبيع، مكملًا لحرب نفسية أراد العدو من خلالها كسر الإرادة قبل إراقة الدماء. خرج ليبثّ الوهن واليأس، ليطلب من الأبطال وعمائم الحق أن يكتبوا وصيتهم، في وقتٍ كان فيه الأعداء يستميتون للنيل من روح الصمود. وبينما كانت القنابل تتساقط على رؤوس الأبرياء، كان الحسيني يوفر للصهاينة الغطاء الإعلامي، يبرر القصف، يهاجم المقاومة، ويتحدث بلسانٍ مأجورٍ لا يرى إلا بمنظور من يدفع أكثر.

لقد كان صوتًا صهيونيًا بلسانٍ عربي، أشد فتكًا من القنابل، وأكثر خطورةً من العملاء العلنيين. لم يكن مجرد خصم، بل كان الأداة التي طعنتنا في قلب المعركة من حيث لا نحتسب. لقد كان التجسيد الحي للخيانة، نموذجًا من صنع الاستخبارات المعادية، دميةً تحركها الأموال والامتيازات، وبوقًا لأمراء الخليج وحكام العرب الذين سخّروه لضرب من يقاتلون إسرائيل، ووسيلةً لإبعاد الأنظار عن جوهر الصراع.

محمد علي الحسيني، كم بقي لك من السنين في هذه الدنيا؟ هل ستقف أمام رسول الله وأنت تبتسم كابتسامتك الخبيثة في استوديوهات قناة العربية؟ كيف ستنظر إلى الإمام علي والحسين، وأنت الذي طعنت شيعتهم في أضعف لحظاتهم؟ كيف ستواجه حسن نصر الله؟ وكيف ستنظر في أعين شهداء الضاحية، الأمهات الثكالى، والأطفال اليتامى الذين أبادتهم صواريخ العدو الذي دافعت عنه؟

قد تظن أنك انتصرت، بجوازك السعودي، بظهورك الإعلامي، بحياتك الجديدة، لكن التاريخ لا ينسى، والذاكرة لا تُمحى. سيكتب أن الشيعة هم من حفظوا ماء وجه الإسلام وفلسطين، وسيكتب أيضًا أن بعض من حملوا عمامتهم خانوهم، وأن اسمك كان وصمة عارٍ في تاريخ التشيّع، وخنجرًا في قلب الإسلام.

والله إن خزْيَك وعذابَك في الدنيا قبل الآخرة، فلا مقام لك بين الأحرار، ولا شفاعة تنقذك مما صنعت يداك.

“وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ”.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة