Skip to main content

الجنرال هاريجيان يكشف كيف تمت هزيمة داعش في العراق

المشهد الأمني الجمعة 22 كانون أول 2017 الساعة 22:35 مساءً (عدد المشاهدات 4324)

بغداد  /  متابعة سكاي برس

لقد تعرض شعب العراق منذ اكثر من ثلاث سنوات لمعاناة لا توصف في ظل سيادة ارهاب الدولة الإسلامية. وقد تراجعت ظلامية هذا الارهاب الآن، نتيجة لهزيمة قوات داعش التي أعلنها في وقت سابق من هذا الشهر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

وبصفتي قائدا لـ 21 ألف عنصر من رجال سلاح الجوّ في التحالف الذين يواصلون القتال إلى جانب شركائنا العراقيين لإبادة داعش تماما ومنع عودتها، فإنه لشرف لي أن أهنئ حلفاءنا العراقيين على هذه المناسبة التاريخية وأن أقف لتكريم الآلاف الذين لقوا حتفهم بشجاعة في تلك المعركة.

إن كل شبر من الأرض حررته قوات الأمن العراقية من داعش هو دليل على شجاعتها في مواجهة قوات العدو اليائسة التي استخدمت الانتحاريين، وكانت تحمي نفسها بشكل روتيني بالمدنيين، وقامت بتفخيخ المدارس والمنازل بالمتفجرات.

دفعت القوات العراقية غاليا لتحرير بلدها، ولكنها لم تكن وحدها ابدا.ان كل خطوة من خطوات تَقدّمها كانت مغطاة من قبل القوات الجوية للتحالف بالتنسيق مع فريق العمل “الجوي الأرضي”.

العمل “الجوي الأرضي” ليس شيئا جديدا. وقد دُرّب الجيش الأمريكي وشركاؤه في التحالف لسنوات لضمان أن القوات الجوية والبرية يمكن أن تعمل بسلاسة. ومع ذلك، فإن حملة هزيمة تنظيم داعش تبنت نهجا جديدا.

وبدلا من قيام قوات برية كبيرة تابعة للولايات المتحدة وقوات التحالف بتحمل الجهد، عملنا مع شركائنا المحليين في العراق، الذين تم دعمهم بحضور صغير الحجم للقوات البرية التقليدية والخاصة التابعة للائتلاف، ووفرت كذلك دعم القوات الجوية التابعة للتحالف ، إلى جانب سلاح الجو العراقي المتزايد القدرة، وهذا ما ضمن القوات العراقية على أعدائها. وكان عندما تتم محاصرة مقاتلو القوات العراقية بالنيران، كان من جملة مهام فريق العمل “الجوي الأرضي” هو استدعاء سلاح جو التحالف للقيام بغارات جوية دقيقه لإسكات العدو، وعندما يتسابق مفجرو المركبات الانتحاريون نحو مقاتلي قوات الأمن العراقية، تقوم القوات الجوية باستهدافهم بأسلحه دقيقه لمنع قوات العدو من إكمال مهمتها المروعة.

وقد امتد هذا العمل الجماعي المعقد على مدار الكرة الأرضية واستلزم تزامنا واسعا لضمان ان يعمل الفريق في وئام. وكانت طائرات المراقبة، بما فيها الطائرات غير الماهوله المسيّة من الولايات المتحدة بمثابة أعين قوات الأمن العراقية لمراقبة داعش على مدار الساعة وتوفير المعلومات الاستخبارية.

واستخدم مركز التخطيط للتحالف في قطر هذه المعلومات الاستخبارية لتطوير الضربات الجوية إلى أدق التفاصيل ، بدءا من اختيار الاسلحة وحتى التوقيت، من أجل تدمير الأهداف بفعالية مع التقليل إلى ادنى حد من الخسائر المدنية.

واستخدمت طائرات استطلاع التحالف كآذان لقوات الأمن العراقية، واعترضت محادثات داعش، وحذرت من وقوع هجمات وشيكة. وقد ضمنت طائرات التزود بالوقود المحمولة جوا هذا الغطاء الجوي من الطائرات التي كانت لا تغادر السماء العراقية.

عمل المخططون العسكريون للائتلاف بلا كلل حتى أن الهجمات البرية لقوات الأمن العراقية كانت في حالة ايقاع موحد مع الخطة الجوية. حلفاؤنا العراقيون كانوا يتقدمون على الأرض عندما تكون طائراتنا فوق، ويتوقفون للراحة عند مغادرتها. معا، شكلنا ساحة المعركة.

قبل أن تتقدم قوات الأمن العراقية لتحرير تلعفر، سبقها أسابيع من عمليات المراقبة المستمرة والضربات الجوية الدقيقة التي استهدفت سيارات مفخخة مثل تلك المستخدمة ضد قوات الأمن العراقية في معركة الموصل السابقة.

وبازاله هذا التهديد في وقت مبكر، حرر حلفاؤنا العراقيون تلعفر في معركة دامت 12 يوما لم تنفجر فيها سوى حفنة من السيارات المفخخة.ومن خلال التعديل الخلاّق لتكتيكاتنا، كتبنا فصلا جديدا في تاريخ العمل الجماعي الجوي الارضي وحررنا أمة.

ان مواطني العراق، ولا سيما أولئك الذين شردتهم المعارك الحضرية الصعبة والمدمرة، يبدأون الآن عمليه العودة البطيئة إلى الوطن وأعادة البناء. وقد بدات دول التحالف والمنظمات غير الحكومية، بوصفها شريكا يعوّل عليه في تقديم المساعدة ، بدءا بازالة الفخاخ المتفجرة والمتفجرات التي خلفتها داعش.

ولا يزال هناك الكثير من العمل الشاق. ويشكل توفير السلامة والأمن الأساسيين التحدي الأول، لأنه لا يمكن لاعادة التأهيل ان تحدث دون بيئة أمنه ومستقره.

ان تحرير العراق لا يعني نهاية المعركة. ولا يزال التحالف والطيارون العراقيون يقومون بدوريات في السماء، ويصطادون بقايا داعش المحبطة لمنع عودتهم.

سنواصل صقل عملنا الجماعي “الجوي الارضي” لحماية المكاسب التي تحققت بشق الأنفس. وبما ان العراقيين يحتفلون بحريتهم التي حققوها حديثاً، فمن الجدير التوقف معاً لاحتضان هذا الإنجاز الذي تحقق.

الفريق في سلاح الجو الأمريكي “جيف هاريجيان”. (فوكس نيوز)

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة