سكاي برس/ بغداد
تباينت ردود الافعال ما بين المؤيدة والمستنكرة لسقوط النظام السوري بعد الاعلان رسمياً عن هروب الرئيس السوري بشار الأسد خارج البلاد إلى وجهة غير معلومة، وبذلك انتهى حكم عائلة الأسد لسوريا فجر اليوم الاحد بعد 53 عاماً من السيطرة.
ان لسقوط نظام الاسد تداعيات على العديد من دول المنطقة ومنها العراق فالتطورات الحاصلة في دمشق ربما تؤدي الى زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة ككل.
ويستبعد السياسي المستقل فائق يزيدي تأثر العراق بمجريات الاحداث في سوريا وخاصة سقوط نظام الاسد مؤكدا ان المعادلة السورية تختلف عن العراقية، فتركيبة المجتمع السوري ايضا مختلفة بشكل او باخر عن المجتمع العراقي من حيث نسبة وتناسب المكونات ومن حيث العلاقات ما بين هذه المكونات سواء على صعيد القوى السياسية او حتى الشعبية.
ويقول يزيدي إنه “لا يمكن باي شكل من الاشكال مقارنة الحالة العراقية بالحالة السورية وما جرى في العراق سابقا فعند سقوط النظام السابق كانت هذه الخطوة مدعومة دوليا ومن قبل مجلس الامن كما وكان هناك مخطط لكيفية بناء النظام السياسي الجديد الدولة الجديدة لكن في سوريا كل ذلك مغيب وما نشاهده فقط أنتشار مجاميع مسلحة مدعومة من جهات اقليمية توفر لها الدعم اللوجسيتي والاسلحة”.
وأضاف أن “ما يجري في سوريا هي لعبة معادلات اقليمية ودولية وتلاقي مصالح وفي نفس الوقت تقاطع مصالح وجزء يمكن اعتبارها كما الحرب الباردة بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة”، مشيرا الى ان ” اسقاط نظام البعث في سوريا جرى على يد مجاميع حتى الامس كانت تمارس القتل والارهاب في المشهد السوري”.
وتابع ” فزعيم تحالف فصائل المعارضة السورية المسلحة، “أبو محمد الجولاني” هو شخص ارهابي كان في صفوف تنظيم وداعش بالعراق يقتل العراقيين “، لافتا الى ان “هذا الامر بكل تأكيد يعطي مؤشرات ودلالات خطيرة على وجود هؤلاء في سدة الحكم بسوريا”.
ولفت الى ان “الوضع في سوريا حاليا فيه نوعين من الحروب منها حرب قومية كردية عربية وبكل تأكيد حرب سنية شيعية فالحرب السنية الشيعية التي هي حرب مذهبية ستمتد الى المنطقة باكملها”.
واعرب السياسي المستقل عن اعتقاده بان “وراء المخطط الامريكي – الاسرائيلي باسقاط نظام بشار الاسد في هذا الوقت يحمل رسائل عدة ودلالات عدة اولها صرف الانظارعن ما تقوم به آلة القتل الاسرائيلي في غزة ولبنان وهذا بات واضحا فاليوم للعالم اجمع منشغل باخبار سوريا”.
ويواصل يزيدي ” اما الرسالة الثانية هي رد الدين لموسكو اذا جاز التعبير فاليوم باتت سوريا مقابل اوكرانيا ساحتي حرب بالوكالة بين البلدين تقوم بها قوى واطراف محلية فأمرغرس هكذا تنظيمات ارهابية في سدة الحكم في بلد في يقع بمنطقة مثل الشرق الاوسط يعني ان هناك غايات واهداف متوسطة وبعيدة المدى حيث ستكون سوريا نسخة من السيناريو الليبي”.
وختم بالقول إن “المجاميع المسلحة التي هي الان في المشهد السوري لديها تاريخ ارهابي الى ابعد مدى فلا يوجد رؤية واضحة لمرحلة ما بعد بشار الاسد فبالتالي الخطورة هنا تكمن، مستبعدا في ذات الوقت تعرض العراق الى هزات قوية او تداعيات عنيفة لما يجري لان العراق بالاول والاخير بلد مستقر سياسيا محافظ على قوته الجغرافية والسياسية حيث لديه من الجنود المسلحة سواء بالجيش او الحشد الشعبي او باقي صنوف القوات الامنية القادرة على ردع اي خطر قادم “.
ومن المتوقع ان يعقد الاطار التنسيقي اجتماعا موسعا لقياداته خلال 24-48 ساعة لمناقشة الملف السوري بعد سقوط الأسد وماهي الرؤية لكيفية التعامل مع المرحلة القادمة واهمية الانفتاح على ملف وجود الاف العوائل العراقية في سوريا حيث ان قوى الاطار تتابع عن كثب مجريات ما حصل في سوريا في وقت تأمل قيادات الاطار ان لا تؤدي التطورات الحاصلة في دمشق الى زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة برمتها. هذا وتم الاعلان رسميا عن انتهاء نظام الأسد ودخلت ودمشق مرحلة جديدة لا يمكن التكهن بمجرياتها لأنها متسارعة ومفتوحة لكل الاحتمالات.
ومع حلول آذان الفجر، انطلقت من عدد من مساجد العاصمة تكبيرات كما أطلقت من المساجد نداءات للناس لالتزام منازلهم وعدم الخروج إلى الشارع. رغم ذلك، اندفع العشرات باتجاه ساحة الأمويين في العاصمة السورية .
في حديقة في الوسط التجاري العاصمة، تجمّع العشرات من السكّان محتفلين بسقوط الأسد، ثم أسقطوا تمثالا في المكان للرئيس السابق حافظ الأسد، والد بشار الأسد، وحطموه بالعصي، ووقفوا عليه وهتفوا رافعين شارات النصر. في بعض الشوارع، شوهد مقاتلون مسلحون يطلقون عيارات نارية في الهواء ويهتفون “سوريا لنا وما هي لبيت الأسد”، في إشارة الى عائلة الأسد التي حكمت سوريا أكثر من خمسين عاما.
وروى سكان أنهم شاهدوا عشرات الأشخاص من دون بزات عسكرية يخرجون من مبنى قيادة الأركان في ساحة الأمويين، وأخلي مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون من الموظفين بشكل كامل، وفق أحد الموظفين السابقين في التلفزيون الذي لا تزال لديه صلات مع التلفزيون. وسمعت في العاصمة أصوات خمسة انفجارات ضخمة لم يعرف مصدرها فيما يرجح أنها ناجمة عن قصف مدفعي أو انفجارات في مستودعات ذخيرة، وفق ما نقل عسكري هارب رفض الكشف عن هويته.
وعلى منصة “فيسبوك”، استبدل إعلاميون سوريون وموظفون حكوميون وحتى أعضاء في مجلس الشعب صورهم الشخصية بصورة العلم الذي تستخدمه المعارضة.