خاص سكاي برس/ بغداد
كلمة سماحة الشيخ عبد الحليم الزهيري
ومرت علينا ذكرى العالم الرباني الشيخ الاصفي رحمه الله وان الحديث عنه يحتاج الى تفصيل ليكون اكثر نفعا ولكن هذا لايعني ان لانذكره بكلمات قليلة من باب الوفاء ،وماذكره بعض الاحبة افضل من كلماتي المتواضعة هذه لاني لم اوفق لذلك لاسباب منها انشغال البال.
كل واحد منا يلتقي في حياته بمختلف اصناف البشر سواء في المدرسة او العمل زملاء واساتذة وزبائن واخرين, وقد يستفيد من هذا وذاك في صحبته التي قد تكون قصيرة بل حتى عندما تقرا سيرتهم وتطلع على تجاربهم.
ولكن يتميز بعضهم بانه يبقى عالقا في وجدانك وكأنه يحفر في الضمير وتشعر الصدق فيه حتى لو اختلفت معه اشد الاختلاف وتحس بانك اقرب اليك من الاخر الذي قدتنسجم معه في العمل او تشترك معه في الوسيلة والهدف.
ومن هؤلاء شيخنا العابد الاصفي الذي عاصرته لعقود من الزمن كان اخرها سفري معه في مرضه ومتابعتي له ولقد شاهدت منه العجب الذي لم اكن اعرفه عنه على الرغم من صحبتي الطويلة معهز
الشيخ الاصفي
يختصرلك عشرات المواعظ في الكتب والمحاضرات ويبعث فيك التامل والنظر الدقيق للامور فسلوكه يثير في اعماقك الكثير من دفائن الفطرة ويحرك فيك الوجدان.
والحديث عن هذا الموضوع طويل لاتسعه هذه الاسطر والعبرة التي نستوحيها من هذه الشخصية الرائعة ان كثيرا من النعم والفرص قد تحيط بنا ونحن نفرط بها زهدا بها او اهمالا لها او لانها مبذولة لنا بغيرعناء فلانستثمرها فالوقت والصحة والمال والحرية والاهل والاصدقاء ونعم كثيرة لانحصيها هي ارزاق وهبها الله لنا يمكن ان تكون قاعدة لانطلاقنا نحو الرقي .
فهذا الشيخ الجليل الّف عشرات الكتب والقى مئات المحاضرات وساهم في رفع الضيم عن الاف العوائل الفقيرة وبنى مدنا للفقراء بمختلف الاقطار وكان يعيش عيشة الفقراء زهدا ومواساةً وايثاراً ولم يشغله ذلك عن عمله الجهادي والسياسي لمقارعة النظام الدكتاتوري ونصرة المجاهدين قبل سقوط الصنم وبعده.
نعم قد يصعب على الكثير ممن نعرفهم ان يجمعوا تلك الصفات ولكن هذا لايعني ان الامة تفتقر الى الخيرين الصادقين (فلكل ورد رائحة) فقد يعطيك الموعظة من لايعبأ به فلاتزهد به فان ذلك خسارة وفقدان نعمة.
اتذكر ان احد اساتذتنا الكبار رحمه الله عندما جاء الى الدرس بدا بهذه الموعظة قائلا انني استفدت اليوم من كلمة سمعتها من احد الحمالين بالسوق وتاثرت بها, وها انا انقلها اليكم كان الاصفي قويا في ذات الله انساني النزعة كثير العطاء جديته نابعة من تقواه اعطى للعمة هيبتها وللحوزة قيمتها وللمرجعية مكانتها وللتقوى حقيقتها.
سماحة الشيخ عبد الحليم الزهيري