متابعة/ سكاي برس
ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية، اليوم، وجود أجواء "غير مريحة" تحيط برئيس الوزراء المكلف، عادل عبد المهدي، بفعل تهديدات "الصدريين" وضبابية موقف المرجعية، فيما أشارت إلى انه رغم ذلك يمضي عبد المهدي، بمحادثاته مع الأطراقف السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة .
واوضحت الصحيفة في تقرير لها، ان رئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي، يمضي في مهمة صعبة لتشكيل الحكومة، محاولا حصر النقاش الأولي في دائرة المعايير بعيدا من بورصة الأسماء والمرشحين، وسط مخاوف من العودة إلى الشارع في حال الفشل في تطبيق البرنامج الحكومي خلال سنة واحدة، وذلك في إشارة إلى تصريحات الصدر الأخيرة بهذا الخصوص، والتي أشار فيها إلى "إمهال عبد المهدي سنة واحدة لإثبات نجاحه".
وأضافت ان "الترهيب الذي يحيط بمهمة عبد المهدي، يأتي، في أغلبه، من جانب التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، على رغم أن الأخير هو أول من طرح عبد المهدي لتولي المنصب، في خطوة اعتبرها مقربون من رئيس الوزراء المنتهية ولايته، حيدر العبادي، انقلابا على الأخير، على اعتبار أن التحالف مع الصدر قام على ضمان الولاية الثانية للعبادي".
وأشارت إلى انه "بينما يؤكد أنصار العبادي، أنهم ضحية كان الصدر أحد أركانها، للإطاحة بحزب الدعوة الإسلامية، فان أنصار الحزب عامة يحملون العبادي مسؤولية خسارة الحكم، ويصبرون أنفسهم على مرارة الانصياع لحاكم بغداد الجديد".
وتابعت الصحيفة ان "معظم الطبقة السياسية في البلاد بدت تستشعر نوعا من الاغتباط، كونها استطاعت إقصاء الدعوة عن الحكم، فيما يبشر تحالف الإصلاح بالعمل بشكل جدي على إصلاح تركة 13 عاما من حكم فاسد، وفق تعبير أوساط التحالف."
وفيما يتعلق بدعم المرجعية لعبد المهدي، فهناك تساؤلات مستمرة عن مدى هذا الدعم، إذ جرى، أمس، تسريب معلومات تناقض ما تم تداوله أول من أمس، في هذا الشأن، وسط تكتم شديد يبديه المطلعون على الأجواء السياسية في النجف، ووفقا للتسريبات الجديدة، فإن المرجع الديني الأعلى علي السيستاني، ما زال رافضا استقبال السياسيين بمن فيهم الشاغلون الجدد للرئاسات الثلاث، وهو ما يذهب إليه أيضا أحد المقربين من النجف بالقول إنه "ما من كلام جدي حول زيارة منظورة لعبد المهدي إلى بيت المرجع".
وفي سياق الدعم المتواصل دوليا، تلقى رئيس الحكومة المكلف عادل عبد المهدي، اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حيث أكد عبد المهدي، أن "الحكومة المقبلة ستضع في أولوياتها إعمار البلاد، وتقديم الخدمات للمواطنين، وتعزيز العلاقات الخارجية مع المجتمع الدولي، إلى جانب الاستمرار في تعزيز الأمن، وكل ما من شأنه أن يخدم المواطنين ومصلحة البلاد".
فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية استمرار موسكو في دعم العراق في حربه على الإرهاب، معربة عن أملها في تشكيل الحكومة الجديدة في أسرع وقت ممكن، بهدف العمل من أجل التوافق الوطني، وبما يتفق مع مصالح كل العراقيين، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية، لافتة إلى أن "موسكو ستساعد بغداد في تنفيذ مشاريع اجتماعية واقتصادية هامة، فضلاً عن المساعدة في مكافحة الإرهاب الدولي".
وكان مصدر سياسي من داخل تحالف "الإصلاح" قد أكد في وقت سابق، ان "عبد المهدي لم يتطرق ــ حتى الآن ــ إلى شكل حكومته، سواء لجهة توزيع حقائبها أو تحديد وزرائها، وأن الرئيس المكلف مشغول حاليا في انتقاء فريقه الخاص الذي سيلازمه طوال السنوات الأربع المقبلة، من دون أن يخوض في غمار تسمية أعضائه، بل محددا مواصفاتهم، وفي مقدمها عدم ترشيح نواب من الدورة الحالية لشغل الحقائب الوزارية".