Skip to main content

"حفاظات من أجل اللعب".. الإدمان الألكتروني خطر يداهم المراهقين في العراق

تقاريـر الجمعة 01 تشرين ثاني 2024 الساعة 15:35 مساءً (عدد المشاهدات 602)

سكاي برس/ بغداد

يشكل الإدمان الإلكتروني ظاهرة آخذة بالانتشار في المجتمعات، ومنها العراق، نتيجة الانفتاح الكبير على التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، فعلى الرغم من الفوائد العديدة لهذا الانفتاح، إلا أنه لا يخلو من الآثار السلبية التي قد تؤدي إلى زيادة المشكلات النفسية والسلوكية، وفقاً للمختصين اللذين يرون أن التكنولوجيا بأنها "سلاح ذو حدين" يحمل إيجابيات وسلبيات في آن واحد.

وبرز الإدمان الإلكتروني بوضوح في العراق منذ العام 2010، حيث يقضي المستخدمون فترات طويلة على المنصات الرقمية، يقول الباحث الأكاديمي قاسم الكناني ، إن الانغماس في وسائل التواصل أدى إلى بروز شخصيات أصبحت قدوة لعدد كبير من الشباب رغم افتقارها إلى الثقافة البناءة.

ويشير إلى بعض السلوكيات التي ظهرت، حيث يقضي بعض الشباب أكثر من 10 ساعات يومياً في اللعب عبر البث المباشر، "وقد وصل الأمر ببعضهم إلى ارتداء حفاظات لتجنب الانقطاع عن اللعب من أجل الذهاب إلى الحمام".

ويعزو الكناني هذه التصرفات إلى "آثار الإدمان الإلكتروني المدمرة، والتي قد تؤدي إلى عزلة وانعزال عن المجتمع، مما يعمّق مشكلات التواصل الاجتماعي ويضعف الروابط الأسرية".

عزلة وانطواء

ويشرح الطبيب النفسي هيثم الزبيدي ، أن الإدمان الإلكتروني يدفع الأفراد إلى الابتعاد عن العالم الواقعي والانغماس في العوالم الافتراضية، حيث تتشكل لديهم أفكار ومفاهيم بعيدة عن الواقع.

وهذا الانعزال، وفقاً للزبيدي، يؤدي إلى ضعف التواصل الاجتماعي والتقصير في المسؤوليات تجاه الذات والأسرة والمجتمع، مؤكداً أن هذه العزلة قد تصل بالمدمن إلى اضطرابات نفسية حادة.

إحصائيات

وكان مركز الإعلام الرقمي أعلن، في 24 شباط/ فبراير الماضي، وصول عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة في العراق إلى 31.95 مليون مستخدم، ما يعادل 69.4% من إجمالي عدد سكانه.

ووفق المركز فإن منصة "تيك توك" أصبح عدد مستخدميها أكثر من 31 مليون مستخدم هذا العام بزيادة كبيرة عن العام الماضي، الذي بلغ 23.88 مليون مستخدم، وفي "فيسبوك" ازداد العدد وأصبح 19.30 مليوناً، في حين كان العام الماضي 17.95 مليون مستخدم.

وفي موقع "يوتيوب" فإن عدد مستخدمي المنصة أصبح 22.80 مليون مستخدم بعد أن كان 24.30 مليون مستخدم العام الماضي، وعبر تطبيق "إنستغرام" فقد أصبح العدد 18.25 مليوناً هذا العام، بعد أن كان 14 مليوناً العام الماضي. وفي "فيسبوك ماسنجر" أصبح العدد 15.70 مليون مستخدم بعد أن كان 15.10 مليون مستخدم العام الماضي، فيما في تطبيق "سناب شات" فقد أصبح العدد 17.74 مليون مستخدم بعد أن كان 16.10 مليون مستخدم. وفي منصة "إكس" أصبح عدد المستخدمين 2.55 مليون بعد أن كان 2.50 مليون مستخدم، و"لينكد أن" أصبح عددهم 1.90 مليون بعد أن كان عدد المستخدمين 1.70 مليون مستخدم. من جانبه، يرى الخبير التربوي حيدر الموسوي أن دخول التكنولوجيا إلى العراق بشكل مفاجئ وغير تدريجي بعد العام 2003 أسهم في صعوبة السيطرة على استخدامها.

ويشبّه هذا التدفق الواسع بالتعامل مع "عطشان يشرب الماء دفعة واحدة، ما قد يضره بدلاً من أن ينفعه". ويقترح الموسوي خلال حديثه له، أن تدخل التكنولوجيا يجب أن يكون منظماً وبإشراف الأسرة والدولة، مع ضرورة انتقاء المحتوى المناسب لمختلف الفئات العمرية.

ويشير إلى تجارب بعض الدول التي تقيد استخدام تطبيقات مثل "واتساب" و"تيك توك"، مما يساهم في الحد من التأثيرات السلبية لهذه المنصات، عادياً إلى تشديد الرقابة الأسرية والحكومية على المحتوى المتاح، واتباع أساليب التوجيه والمتابعة لضمان استخدام آمن للتكنولوجيا.

التوصيات والإجراءات الممكنة

ويرى خبراء وأكاديميون ضرورة وضع بعض الضوابط حول الأمر تبدأ عبر توعية الأسر والمدارس بأضرار الإدمان الإلكتروني، من خلال تنظيم حملات تقدم نصائح حول الاستخدام الصحي للتكنولوجيا. كما يقترحون أن يتم تنظيم استخدام التكنولوجيا بشكل مقنن وأن تقوم الدولة بوضع ضوابط للوصول إلى بعض المواقع، مع إيجاد أنشطة بديلة للشباب، مثل الرياضة والمجال الفني، لتوجيه اهتمامهم بعيداً عن الشاشات وتوفير بيئات تفاعلية أكثر إيجابية.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة