Skip to main content

مشعان الجبوري: "من قائد مقاومة إلى شخصية مثيرة للجدل بين الثروة الغامضة والإعلام المشبوه"

المقالات السبت 08 شباط 2025 الساعة 15:35 مساءً (عدد المشاهدات 73)

سكاي برس/ بغداد

مشعان الجبوري، أحد أبرز الوجوه السياسية العراقية التي أثارت جدلًا واسعًا، يظل شخصية يصعب تصنيفها بسهولة. بدأ مسيرته كقائد مقاومة ضد الاحتلال الأمريكي، ثم تحول إلى سياسي بارز في البرلمان العراقي، لكن مسيرته لم تخلُ من التحولات الحادة والاتهامات بالانتهازية. إلى جانب ذلك، تثير ثروته المالية وقناة الزوراء الإعلامية التي أسسها تساؤلات عديدة حول مصادر تمويلها ودورها في تعزيز أجندته السياسية.

بدأ الجبوري حياته السياسية كلاعب رئيسي في المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي، حيث كان يُعتبر أحد الرموز البارزة في تنظيم العمليات المسلحة. ومع تغير الظروف السياسية، تحول الجبوري من معارض شرس إلى مشارك فاعل في العملية السياسية، حيث انضم إلى البرلمان وأصبح جزءًا من تحالفات مختلفة. ل

كن هذه التحولات لم تكن دون تكلفة. فبينما يرى أنصاره أنها دليل على مرونته السياسية وقدرته على التكيف مع المتغيرات، يرى منتقدوه أنها انعكاس لانتهازيته وغياب مبادئ ثابتة. هذه التقلبات جعلت منه شخصية يصعب الوثوق بها، خاصة في ظل اتهامات متكررة باستغلال المناصب لتحقيق مكاسب شخصية.

أحد أكثر الجوانب إثارة للجدل في حياة الجبوري هو ثروته المالية الكبيرة. على الرغم من عدم وجود مصادر واضحة لثرائه، تمكن الجبوري من بناء إمبراطورية مالية ضخمة. تشير تقارير إلى أن جزءًا كبيرًا من هذه الثروة جاء من خلال علاقاته الوثيقة مع جهات إقليمية ودولية، بالإضافة إلى استثماراته في قطاعات مختلفة داخل العراق.

لكن هذه الثروة لم تكن بعيدة عن الشكوك. فقد أثيرت تساؤلات حول مصادر تمويلها، مع اتهامات بالفساد المالي والإداري. تقارير عديدة تشير إلى أن الجبوري استفاد من نفوذه السياسي والعسكري لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة، مما أضاف طبقة أخرى من الغموض حول شخصيته.

في عام 2012، أسس الجبوري قناة الزوراء، التي سرعان ما أصبحت واحدة من أبرز المنصات الإعلامية في العراق. القناة، التي تتبنى خطًا سياسيًا محددًا، أثارت تساؤلات حول مصادر تمويلها. تسريبات عديدة تشير إلى أن ليبيا، خلال فترة حكم معمر القذافي، كانت أحد الممولين الرئيسيين للقناة.

هذه التسريبات، وإن لم يتم إثباتها بشكل قاطع، أضافت بعدًا جديدًا للجدل حول الجبوري، خاصة في ظل اتهامات باستخدام القناة كأداة لتعزيز أجندته السياسية وتلميع صورته الشخصية. البعض يرى أن القناة كانت مجرد واجهة إعلامية لتحقيق أهداف سياسية ومالية، بينما يرى آخرون أنها محاولة لخلق توازن إعلامي.

لم تسلم شخصية الجبوري من الانتقادات والتسريبات السلبية.

تقارير عديدة تتهمه بالانتهازية السياسية، حيث يُقال إنه استغل التحالفات السياسية لتحقيق مكاسب شخصية. بالإضافة إلى ذلك، هناك اتهامات باستغلال نفوذه السياسي والإعلامي لتعزيز مصالحه الخاصة على حساب المصلحة العامة.

بعض التقارير تشير أيضًا إلى أن الجبوري استخدم قناة الزوراء كأداة لتوجيه الرأي العام وتحقيق أجندات سياسية محددة. هذه الاتهامات، وإن كانت تحتاج إلى أدلة دامغة، إلا أنها أثرت بشكل كبير على صورته مشعان الجبوري يبقى شخصية مثيرة للجدل في العراق. بينما يرى أنصاره أنه رجل مقاومة وسياسي مرن، يرى منتقدوه أنه شخصية انتهازية استغلت الظروف السياسية لتحقيق مكاسب شخصية. ثروته الغامضة وقناة الزوراء التي أسسها تظلان موضوعًا للتحقيق والجدل، مما يجعل من الجبوري أحد أكثر الشخصيات إثارة للاهتمام في المشهد السياسي العراقي.

في النهاية، تظل مسيرة الجبوري مثالًا على تعقيدات المشهد السياسي العراقي، حيث تختلط الإنجازات بالاتهامات، وتظل الحقيقة غائبة خلف ستار من الغموض.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة