بغداد / سكاي برس
ففيما تتنازع الأمريكيون هواجس حيال الحكمة من اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، ويناقشون كيفية الرد على احتمال انتقام إيراني لمقتله، لم يخف إسرائيليون فرحتهم بنهاية الرجل الذي نسق مع حزب الله وميليشيات سورية هجمات على أرضهم.
ـ لوحظ، حسب كاتب المقال، ترحيب كل من القيادة الإسرائيلية، وخصوصاً نفتالي بينيت، وزير الدفاع المعين حديثاً، وساسة إسرائيليين من كامل الطيف السياسي، باستثناء بعض القادة العرب- بمقتل الرجل الذي يعتبرونه عدواً لدوداً وخطيراً على إسرائيل.
ومن جانبه، ألقى النظام الإيراني على إسرائيل مسؤولية في اغتيال سليماني. وكذلك فعل حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، شريك إيران في لبنان وسوريا واليمن. واللافت ما صرح به محسن رضائي، قائد سابق للحرس الثوري الإسلامي، بأن إيران سوف تنتقم باستهداف تل أبيب وحيفا، وأكد أن إسرائيل وفرت للولايات المتحدة معلومات بشأن تحركات سليماني، أثناء الاحتفال بإقامة نصب تذكاري للجنرال القتيل.
إلى ذلك، لإسماعيل قآني، خليفة سليماني ونائبه سابقاً، سجل طويل في تصريحات معادية لإسرائيل. كما صدرت صحيفة "طهران تايمز"، وهي تتبع خط الحكومة، بعنوان رئيسي: "بومبيو يثبت بطريقة غير مباشرة تورط إسرائيل في اغتيال سليماني".
ـ لكن رغم الخطاب المتشدد الصادر عن كل من واشنطن وطهران- وعد قآني باستهداف أمريكيين عبر المنطقة، وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن أي هجوم ضد أمريكيين سوف يقود إلى تدمير 52 موقعاً إيرانياً- مع أنه ليس واضحاً أن أياً من الجانبين يسعى إلى حرب. ومن المؤكد أن طهران سوف تتجنب تنفيذ عمليات تستهدف مباشرة قوات أمريكية، كما يتضح امتناع ترامب عن جر الولايات المتحدة نحو ورطة جديدة في الشرق الأوسط.
إلى ذلك، يرى الكاتب أن الحرب بين إسرائيل وحزب الله، أو حتى مع إيران ذاتها، مسألة مختلفة تماماً. وبمواجهة تهديدات مؤكدة من حزب الله وطهران، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للمرة الأولى أن إسرائيل قوة نووية. كما يجري مجلس الحرب في إسرائيل اجتماعات منتظمة، ووضعت قواته على أهبة الاستعداد.
ـ تختلف حسابات نتانياهو عن حسابات صديقه الرئيس الأمريكي الذي لديه كل الدوافع لتجنب صراع قد يهدد احتمالات إعادة انتخابه نظراً لضجر الشعب الأمريكي من الحروب.
إلى ذلك، قد يهتم نتانياهو بالفعل، وهو يصارع لإنقاذ مسيرته السياسية، ويسعى للحصول على حصانة من المقاضاة لقبوله رشى وارتكاب جرائم أخرى، بإطالة التوترات مع طهران، وحتى لو قادت إلى بعض التصعيد في أعمال عدائية مستمرة منذ فترة طويلة بين البلدين. وكونه قاد حملة طيلة السنوات العشر الأخيرة على أساس قدرته على قيادة إسرائيل في حرب، قد يأمل بأن يقنع الكنيست الإسرائيلي بمنحة الحصانة، وكذلك ما يكفي من الناخبين الإسرائيليين في الانتخابات المقررة في مارس( آذار)، بأنه هو وحده القادر على قيادتهم خلال ما يبدو أنها أخطر أزمة في الشرق الأوسط منذ حرب الخليج.
ـ يذكر انه في حرب الخليج عام 1991، بعثت واشنطن نائب وزير خارجيتها لورنس إيغلبيرغر إلى القدس لتطلب من رئيس وزراء إسرائيل في حينه، إسحاق شامير، عدم الرد على صدام حسين في حال أطلق العراقيون صواريخ سكود على الدولة اليهودية. وقد استجاب شامير لرجاء إيغلبيرغر، لأن واشنطن أرسلت صواريخ باتريوت للمساعدة في الدفاع عن إسرائيل ضد صواريخ سكود العراقية(ثبت أنها أقل فعالية). ولكن الأهم منه، لأن شامير لم يكن يرغب بوقف تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين إلى إسرائيل من الاتحاد السوفييتي، وهو ما كان سيحصل بالتأكيد لو كانت إسرائيل في حالة حرب.