Skip to main content

"إيران تصعد ولبنان يشتعل".. إسرائيل تحاول فرض معادلات جديدة في المنطقة والفصائل العراقية تترقب

تقاريـر السبت 15 شباط 2025 الساعة 23:23 مساءً (عدد المشاهدات 329)

سكاي برس/ بغداد

تتزايد التوترات في المنطقة، خصوصاً في لبنان وفلسطين، وسط مواقف متباينة بين الفصائل المختلفة والجهات الفاعلة، فيما تحاول إسرائيل فرض معادلات جديدة على الأرض.

دور الفصائل العراقية

في هذا السياق، يؤكد عضو المكتب السياسي لحركة "عصائب أهل الحق" في العراق، سلام الجزائري، أن التطورات في المنطقة "ليست بعيدة عن محور المقاومة"، مشيراً إلى أن "موقف الفصائل العراقية مرتبط بالحكومة العراقية وبما يطلبه اللبنانيون من حزب الله".

ويضيف الجزائري، خلال حديثه، أن "الفصائل العراقية أصبحت جزءاً مهماً في ملف أمن الدولة العراقية، وهناك تنسيق مستمر بينها وبين الحكومة، مما يجعل أي تحركات مستقبلية مشروطة بموقف الدولة العراقية الرسمي".

ويشير الجزائري، إلى أن "مساعدة لبنان ليست بعيدة عن الحكومة العراقية التي قدمت الدعم والمساندة في مواقف سابقة"، لكنه يحذر من أن الحرب تصب في مصلحة إسرائيل فقط.

ووفقاً للجزائري، فإن توجيه المرجعية الدينية في العراق يسير نحو إبعاد المنطقة عن الحروب وإنهائها، وهو ما تلتزم به الدولة العراقية وحتى الفصائل المسلحة.

غليان في لبنان

في تطور ميداني لافت، شهدت لبنان، يوم أمس الجمعة، احتجاجات وأعمال شغب واسعة من قبل مناصري حزب الله بعد قرار منع هبوط طائرة إيرانية في مطار بيروت.

ويأتي هذا القرار بعد تحذيرات إسرائيلية، إذ زعم الجيش الإسرائيلي أن فيلق القدس الإيراني وحزب الله يستخدمان الرحلات المدنية لتهريب الأموال المخصصة للتسليح، فيما أكد أن إسرائيل "لن تسمح بتسلّح حزب الله، وستتخذ كل الوسائل الممكنة لمنع ذلك".

وفقاً للمحلل العسكري والاستراتيجي اللبناني العميد الركن المتقاعد، سعيد القزح، فإن منع الطائرة الإيرانية جاء في إطار التعهدات الأميركية لإسرائيل بعدم وصول الأموال إلى حزب الله، وهو ما التزمت به الحكومة اللبنانية.

ويشرح القزح، خلال حديثه، أن إيران كانت تموّل حزب الله عبر طرق برية من طهران إلى العراق وسوريا ثم لبنان، ولكن بعد انهيار النظام السوري، قُطع طريق الإمداد البري، مما دفع إيران إلى اللجوء إلى المجال الجوي، وهو ما تحاول إسرائيل منعه الآن.

ويضيف أن "إسرائيل هددت باستهداف أي طائرة تحمل أموالاً لحزب الله، وحتى بقصف مطار بيروت، مما دفع السلطات اللبنانية إلى منع الطائرة الإيرانية من الهبوط، ما أثار احتجاجات واسعة في الضاحية الجنوبية لبيروت".

إيران تصعّد

في محاولة للتهدئة، أرسلت الحكومة اللبنانية طائرتين من الخطوط الجوية اللبنانية لنقل اللبنانيين العالقين في إيران، لكن طهران رفضت هبوطهما، وهو ما اعتبره القزح محاولة إيرانية لإثارة الشغب والضغط على الحكومة اللبنانية.

ويتابع القزح، قائلاً إن "إيران تعاني انتكاسات متتالية، سواء من ناحية الخسائر العسكرية، أو وقف الإمدادات إلى حزب الله، إضافة إلى الخسائر السياسية بعد انتخاب رئيس جمهورية ورئيس حكومة غير موالين لحزب الله وحركة أمل، وهو ما يشير إلى تراجع نفوذ (الثنائي الشيعي) في لبنان".

ويستبعد القزح، عودة الحرب بين حزب الله وإسرائيل، مؤكداً أن إسرائيل حققت أهدافها بتدمير قدرات الحزب وإبعاده عن حدودها.

كما أن حزب الله لن يغامر بإشعال حرب جديدة، والكلام للقزح، خاصة بعد التهجير الواسع لسكان الجنوب اللبناني، الذين أصبحوا ناقمين على الحزب بسبب تداعيات المواجهة الأخيرة.

حزب الله يتحاشى الحرب

يتفق المحلل السياسي اللبناني جورج العاقوري مع هذا الطرح، مشيراً إلى أن حزب الله لم يعد كما كان قبل حرب غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث تضررت قدراته العسكرية والمالية بشكل كبير.

وفي حديث له، ويضيف العاقوري، أن "الحزب يحاول الترويج لخطاب “الصبر الاستراتيجي” و”عدم تعريض لبنان للخطر"، لكنه في الواقع لم يستشر الدولة اللبنانية عندما فتح الجبهة في 8 أكتوبر 2023.

ويشدد العاقوري، على أن "الحكومة اللبنانية الجديدة يجب أن تركز على تأمين الاستقرار، عبر الالتزام بتطبيق وقف إطلاق النار، وتطبيق القرارات الدولية، واحتكار الدولة وحدها للسلاح، كما جاء في خطاب قسم رئيس الجمهورية الجديد جوزيف عون".

ويؤكد العاقوري، أن لبنان أمام فرصة تاريخية للتخلص من النفوذ الإيراني ومحور الممانعة، خاصة مع المتغيرات الدولية وعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، والذي من المتوقع أن يتخذ مواقف متشددة تجاه إيران وحلفائها.

وفي ختام حديثه، يدعو العاقوري، لبنان إلى "الإسراع في تحصين ساحته الداخلية، والاندماج أكثر داخل جامعة الدول العربية، والاستفادة من دعم الدول الصديقة، لتجنب أي تداعيات سلبية في المستقبل".

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة