Skip to main content

"وزارة الكهرباء.. تصريحات متخبطة أم بيع للوهم؟!”

المقالات الثلاثاء 18 آذار 2025 الساعة 16:39 مساءً (عدد المشاهدات 139)

سكاي برس/ بغداد

كيف يمكن لعاقل أن يصدق هذا التناقض الفاضح؟ قبل فترة قصيرة، خرج علينا الناطق باسم وزارة الكهرباء ليؤكد أن استيراد الغاز من قطر “شبه مستحيل” بسبب بعد المسافة وصعوبات النقل والتكاليف الباهظة، واليوم، يأتي وزير الكهرباء نفسه ليعلن أن العراق يبحث عن بدائل للغاز الإيراني، وقد يتجه للاستيراد من قطر وعُمان! فهل تغيرت الجغرافيا؟ أم أن الوزارة لا تعرف ماذا تقول؟

هذا التناقض الصارخ لا يعكس مجرد سوء إدارة، بل يكشف عن كارثة أكبر: غياب الرؤية، وارتجالية القرارات، والاعتماد على التصريحات الشعبوية بدل الحلول الواقعية. هل تدرك الوزارة حجم الضرر الذي تسببه بهذه الفوضى؟ أم أنها تفترض أن ذاكرة العراقيين قصيرة، ويمكن خداعهم بكلام متناقض كل بضعة أسابيع؟

المشكلة ليست فقط في التصريحات المتضاربة، بل في أن الوزارة تتحدث عن استيراد غاز من دول بعيدة بينما تعجز عن إدارة أبسط ملفات الطاقة داخل العراق. إذا كانت الوزارة غير قادرة على إصلاح شبكاتها الداخلية، فكيف ستتمكن من بناء منظومة نقل معقدة للغاز من الخليج؟ وإذا كانت الميزانية لا تكفي لسد ديون الغاز الإيراني، فكيف ستمول مشاريع استيراد أكثر كلفة وتعقيدًا؟

الحديث عن “بدائل” للغاز الإيراني يجب أن يكون مستندًا إلى خطط عملية، وليس مجرد محاولات للهروب من الواقع. المواطن العراقي لم يعد يحتمل المزيد من الأكاذيب والوعود الفارغة، فإلى متى تستمر هذه الدوامة من التخبط؟ ومتى يكون لدينا وزارة قادرة على اتخاذ قرارات مسؤولة بدلًا من بيع الأوهام؟!

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة