بغداد / سكاي برس
نشرت "وسائل اعلام دولية وعربية " عن وثائق إيرانية مسربة كشفت من خلالها عن حجم النفوذ الذي تمتع به قاسم سليماني، قائد فيلق القدس السابق -الذي قُتل في غارة أمريكية في بغداد الجمعة- في العراق .
_ تحدثت الوثائق، التابعة لوزارة الاستخبارات والأمن الوطني الإيرانية، واطلع عليها موقع «ذا إنترسبت» الأمريكي، عن «تخوف بعض الجواسيس الإيرانيين (عناصر استخباراتية إيرانية) من التكتيكات الوحشية التي يستخدمها سليماني في العراق، والتي تضع أساسًا لرد فعل عدائي ضد إيران هناك، كما انتقدوا ترقية سليماني في خضم العمليات ضد تنظيم داعش».
كما انتقد ضباط المخابرات الإيرانية مساعي سليماني لنزع فتيل الفتنة بين الطوائف العراقية، وتنفير وإقصاء المجتمعات العربية السنية والمساعدة في خلق الظروف التي تبرر التواجد العسكري الأمريكي المتجدد بالعراق، حسبما جاء في الوثائق المؤرخة بين عامي 2013 – 2015.
_ أظهرت وثيقة مؤرخة في 2014 المعاناة التي خاضتها المجتمعات السنية بالعراق بسبب مساعي سليماني لتنصيب نفسه «زعيمًا وقائدًا لا يقهر للميليشيات الشيعية العراقية التي تقاتل تنظيم داعش»، وألقت المجموعات السنية على الحكومة الإيرانية مسؤولية القمع والاضطهاد التي تتعرض له على يد هذه الميليشيات وقائدهم.
وجاء فيها: «من الضروري والحيوي وضع حد للعنف الذي يتعرض له السنة الأبرياء في العراق، ووضع حد لتصرفات السيد سليماني، وإلا ستستمر دوامة العنف بين السنة والشيعة في العراق. فحتى هذه اللحظة، كل ما يصيب السنة بالعراق، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، يُعتقد أن مصدره إيران حتى وإن لم يكن لطهران أي علاقة به».
كما حذرت الوثيقة نفسها من النزعة الاستغلالية لسليماني وسعيه لعرض رئاسي في إيران، وقالت إن «الدعاية التي يروجها سليماني لدوره في الحرب ضد داعش إنما تهدف إلى بناء قاعدة تأييد له داخل إيران، وربما استغلالها في عرض رئاسي بالمستقبل».
_ فضحت الوثائق علاقة الصداقة القديمة بين سليماني ورئيس الوزراء التركي السابق أحمد داوود أوغلو، الذي اعتبره نموذجًا يحتذى به و«القوة الفكرية المحركة لسياسة تركيا الخارجية».
وقالت وثيقة مؤرخة في العام 2014: «السيد سليماني لديه صداقة قديمة مع أحمد داوود أوغلو، ودائمًا ما يقارن دوره في السياسة الخارجية الإيرانية بدور أوغلو في السياسة التركية». لكن بحلول العام 2014، وتطور الحرب ضد تنظيم «داعش» إلى أشدها، قالت الوثائق إن سليماني بات يعتبر نفسه قائدًا للجيش والمخابرات العسكرية وليس سياسيًا، وقارن نفسه بهاكان فيدان، رئيس المخابرات التركية.
وظهر سليماني إبان الغزو الأمريكي للعراق، واعتبرته الولايات المتحدة حينها «الخصم الأقوى» لها بالبلاد، كما وصفه الجنرال ديفيد بترايوس، في خطاب إلى وزير الدفاع الأمريكي وقتها روبرت غيتس، بـ«الشرير». وخلال السنوات التي تلت حصد سليماني سمعة واسعة باعتباره قائدًا عسكريًا «مهيبًا»، نجح في السيطرة على شبكة من الميليشيات المدفوعة أيدولوجيًا عبر كثير من دول الشرق الأوسط.
_ في نهاية العام 2014، كشفت الوثائق عن وجود برنامج موسع لإرسال الميليشيات الشيعة العراقية إلى إيران لإعدادهم فكريًا وعسكريًا، وهو برنامج لعب الحرس الثوري الإيراني دورًا رئيسيًا به، وشارك هؤلاء في الحرب ضد «داعش» لكنهم أيضًا متهمون بشن حرب عرقية داخل العراق من أجل تقويض الحكومة المنتخبة حديثًا.
لكن إحدى الوثائق لفتت إلى «العلاقة الخاصة» التي تجمع كل إيران ورئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، حيث تمتع الأخير بالدعم الشخصي لسليماني عندما خرجت تظاهرات شعبية تطالبه بالرحيل.
_ تحدثت وثيقة أخرى مؤرخة في سبتمبر 2014 عن اجتماع انعقد في القنصلية الإيرانية بالبصرة بين أحد قيادات الميليشيات العراقية وجاسوس إيراني، أخبره أنه يريد الانفصال هو والميليشيا التي يقودها، والمكونة من 600 مقاتل جيد التدريب، عن الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، وعن رغبته في العمل تحت قيادة إيران المباشرة «خوفًا من أن يفقد مقاتليه الانضباط الأيدويولوجي دون إشراف طهران».
لكن مع إرسال هؤلاء المقاتلين إلى إيران، اكتشفوا زيف الادعاءات الدينية الإيرانية، واكتشفوا أن «أعضاء الحرس الثوري ليسوا ملتزمين وغير متحمسين للممارسات الدينية كما توقعوا»، حسب الوثيقة.