سكاي برس/ بغداد
على الرغم من انقراض أشرطة "الكاسيت" منذ ظهور الأقراص المدمجة "CD" في أواخر تسعينيات القرن الماضي، إلا أن هناك من ما زال يحنّ إليها ليستعيد بها ذكريات شخصية وأشخاصاً فارقوه أو فارقهم منذ زمن، وهنا يأتي دور صباح السوداني الذي جمع في محله بالعاصمة بغداد نحو 250 ألف شريط "كاسيت" ليغذي هذا الحنين للماضي.
ويذكر تقرير لوكالة "الأناضول" التركية، أن أشرطة "الكاسيت" الكلاسيكية التي كانت يوماً ما الوسيلة المفضلة للملايين للاستماع إلى الموسيقى، ما تزال حيةً في متجر صباح السوداني في العاصمة العراقية بغداد، الذي يضم مجموعة ضخمة تصل إلى 250 ألف شريط "كاسيت".
ومنذ 45 عاماً، يعمل السوداني في مجال بيع أشرطة "الكاسيت" في متجره الصغير، المليء بهذا النوع من الأشرطة الصوتية، بالإضافة إلى ملصقات لمطربين مخضرمين عراقيين وعرب.
ورغم أن التطور التكنولوجي قلل من شعبية أشرطة "الكاسيت"، وأدى إلى تلاشيها مع التحول نحو الموسيقا الرقمية، إلا أن السوداني لم يتوانى عن بذل جهودٍ حثيثة للحفاظ على ثقافة أشرطة "الكاسيت" وحمايتها من الاندثار.
وفي حديث لـ"الأناضول"، قال السوداني: "منذ السبعينيات وأنا أشتري وأبيع أشرطة الكاسيت. لم أترك هذه المهنة أبداً، بل حرصت على جمع أشرطة الكاسيت وصنعت منها مجموعة كبيرة.
لدي الآن نحو 250 ألف شريط كاسيت".
وأضاف أنه يوفر أشرطة "الكاسيت" لمحله من بغداد ومن خارجها، ومن دول عربية وأجنبية. وأردف: "رغم أن العديد من الناس يفضلون الوسائل الحديثة للاستماع للموسيقى، إلا أن البعض لا يزال يفضل أشرطة الكاسيت لأنها تحمل ذكريات وعواطف وعبق الماضي، ولا يمكن للتكنولوجيا أن تحل مكانها".
وأوضح السوداني أنه كثيراً ما يستمع في متجره لأغانٍ قديمة للمطرب التركي الشهير إبراهيم تاتليسس.
وتابع القول "الاستماع للموسيقى من أشرطة الكاسيت لها نكهة مختلفة وطابع خاص. بعض الأشخاص عندما يستمعون للأغاني من أشرطة الكاسيت، يتذكرون أجدادهم وأقاربهم وأصدقاءهم القدامى".
وأضاف "أشتري أشرطة الكاسيت المستعملة أيضاً من حيث ما وجدت، وأعلن أنني مستعد لشراء أي أشرطة كاسيت موجودة لدى أي من سكان بغداد.
لدي ثلاث غرف مليئة بالأشرطة والأقراص المدمجة وأسطوانات الغرامافون الكلاسيكية".
ولفت إلى أنه لا يعرض النسخ النادرة من أشرطة الكاسيت على أحد ولا أبيعها.
ومضى قائلا "لدي أيضاً أشرطة كاسيت نادرة لأغانٍ تركية وأجنبية، وأخرى للفنان التركي الشهير إبراهيم تاتليسس".
واعتبر السوداني أن "أشرطة الكاسيت لا تحمل موسيقى فقط بل تحمل روحاً وذكريات أيضاً".
وتابع "الأغاني التي تُسمع من الهاتف لا تمنح المستمع نفس العبق والروح الموجود في أشرطة الكاسيت".
وزاد "في السبعينيات، كنا نحمل أجهزة تشغيل الكاسيت التي عرفت في ذلك الوقت باسم وكمان (Walkman)، كنا نحمل هذه الأجهزة ونتجول في الشوارع مستمعين إلى الموسيقى".
وذكر السوداني أن لديه أشرطة أصلية لتلاوات القرآن الكريم، قد يصل سعر بعضها إلى 200 ألف دينار عراقي (نحو 120 دولاراً).
كما أوضح السوداني أن وضع سوق أشرطة "الكاسيت" في بغداد قد تغيّر مؤخراً، فبعدما كان الناس يبيعونه أشرطة الكاسيت القديمة، أصبحوا الآن يأتون إليه لشرائها، بعد نشاطه المكثف على مواقع التواصل الاجتماعي.
من جهته، قال صلاح سعد، طالب جامعي عراقي جاء لشراء أشرطة "كاسيت" من محل السوداني "لدي اهتمام بأشرطة الكاسيت، ولدينا في المنزل مجموعة من الأشرطة وأسطوانات الغرامافون الكلاسيكية".
وأردف "أتيت للبحث عن أشرطة لبعض المغنين القدامى باللغة الإنكليزية. أحب الماضي وأشعر بالحنين إليه".