Skip to main content

فجر السعيد.. من الترويج للتطبيع إلى الاعتذار المهين: من يحميها ولماذا يتسابق السياسيون لزيارتها؟

مقالات الاثنين 10 شباط 2025 الساعة 18:50 مساءً (عدد المشاهدات 126)

سكاي برس/ بغداد 

 بقلم / مراد الغضبان

في قلب الإعلام الخليجي، تتألق فجر السعيد بشخصيتها الجريئة وتصريحاتها التي لا تعرف الحرج، إذ لم تكتفِ بكونها إعلامية لافتة فحسب، بل أصبحت أول شخصية خليجية تتجرأ على التجهر بالتطبيع مع إسرائيل وتروج له، وذلك إلى جانب علاقاتها الوثيقة مع الدوائر السياسية في الكويت التي تمتد جذورها إلى صلات قديمة بالعائلة الحاكمة. فهل يقف وراء هذا الموقف ما هو أكثر تعقيدًا من مجرد ميول شخصية؟ هل هي ضمن شبكة نفوذ محمية تحت رعاية تأثيرات إسرائيلية، أم أن هناك عوامل أخرى خفية تشكل ملامح هذه اللعبة السياسية؟

وفقًا لتقارير متعددة، لا يفوت كبار السياسيين العراقيين فرصة زيارة منزلها في الكويت، سواء كانت الزيارات معلنة أو سرية. فقد شوهد في تلك اللقاءات أسماء سياسية حديثة مثل محمد الحلبوسي وبرهم صالح، إلى جانب أسماء أخرى مثل عادل عبد المهدي، مما يثير تساؤلات عدة:

• هل تُعد هذه اللقاءات مؤشراً على وجود شبكة نفوذ سرية تربط بين الإعلام والسياسة على مستوى إقليمي؟

• ما هي الرسائل الخفية التي تحملها هذه الزيارات، وهل تعكس روابط شخصية متجذرة أم أنها خطوات مدروسة ضمن استراتيجية سياسية أوسع؟

يزداد اللغز عندما نتأمل الحفاوة البالغة التي تُستقبل بها فجر السعيد عند زيارتها العراق، حيث لا يشهدها سواه الإعلاميون.

• ما الذي يفسر هذا الترحيب الاستثنائي؟ هل هو تعبير عن دعم سياسي خاص أم محاولة لاستغلال مكانتها في لعبة علاقات معقدة؟

وفي خضم الجدل الذي أثارته تصريحاتها وتصرفاتها، صدر بيان اعتذار رسمي عنها جاء نصه:

“أعتذر للعراق والسوداني وللحشد الشعبي. إنني أدرك أن تصريحاتي تجاوزت حدود الحوار الراقي، ولم يكن قصدي الإساءة لأي جهة. أتعهد بالعمل على مراجعة موقفي وتقديم تفسير وافٍ لكل ما طُرح.”

• فهل يُعَد هذا الاعتذار خطوة صادقة نابعة من وعي بالإساءة المُرتكبة، أم أنه إجراء شكلي لتخفيف حدة الجدل وتبرئة صورة إعلامية متأثرة بتقلبات السياسة؟

وفي ظل هذه الوقائع، تُطرح تساؤلات أخرى لا تقل أهمية:

• مع كون فجر السعيد أول إعلامية خليجية تجهر بالتطبيع مع إسرائيل، هل يشير ذلك إلى انتمائها ضمن شبكة محمية تتمتع بنفوذ إسرائيلي، أم أن هذه الخطوة تتجاوز مجرد حسابات سياسية لتحقيق رؤى استراتيجية مختلفة؟

• ما هو المغزى الحقيقي وراء استقبالها الباذخ في العراق؟ هل يعكس ذلك دعمًا خاصًا أو محاولة لإعادة ترتيب الأوراق في مشهد السياسة الإقليمية؟

كما يشير بعض المحللين إلى أن تداخل الإعلام والسياسة في منطقة الخليج له جذور تاريخية عميقة، وأن حالة فجر السعيد قد تكون مثالاً على كيفية تحول الإعلاميين إلى وسطاء في نقل وتشكيل أجندات سياسية تتماشى مع مصالح قوى دولية وإقليمية متشابكة.

وفي خطوة أدت إلى صدمة في أوساط السياسة الإقليمية، نجحت حكومة العراق أخيراً في إدخال فجر السعيد إلى السجن، ولو لفترة قصيرة، مما شكل رسالة واضحة لكل من يتطاول على العراق بغير وجه حق. لم تكن هذه الإجراءات مجرد خطوة احترازية فحسب، بل كانت عبرة تُلقي بظلالها على من يحاول استغلال الإعلام لتحقيق أجندات سياسية تتعارض مع السيادة الوطنية. ففي زمن تتداخل فيه مصالح القوى الكبرى مع التحديات الداخلية، تظل مثل هذه القرارات بمثابة تأكيد على أن العراق لن يتوانى عن الدفاع عن مكانته وكرامته أمام كل تجاوز.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة