متابعة/ سكاي برس
اصدر راديو اوستن الاوربي في تقرير خاص عن التظاهرات التي يشهدها العراق، نقلا عن مصادر دبلوماسية أوروبية : تلقي دول في الاتحاد الاوروبي توصيات مباشرة من الإدارة الامريكية للانخراط في دعم مباشر لمشروع اسقاط حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في العراق وذات التوصيات صدرت من الخارجية البريطانية ايض،٫ التي شاركت الطلب الامريكي للمساهمة في دعم التظاهرات في العراق للعمل على اقالة حكومة عادل عبد المهدي والترويج بانها حكومة راضخة لهيمنة القيادة الايرانية .
وحسب هذه المصادر فان اغلب الدول الاوروبية رفضت الانخراط في عمل مباشر في دعم التظاهرات في العراق، فيما رصدت وجود اتصال بين الدبلوماسيين البريطانيين وناشطين في منظمات المجتمع المدني شاركوا بفعالية في التحضير للتظاهرات التي يشهدها العراق منذ شهرين .
وحسب تقرير راديو اوستن: فان دبلوماسيين أمريكيين أوروبيين نقلوا لدبلوماسيين اوروبين بينهم دبلوماسيون المان وفرنسيون، بان نجحوا في دفع مرجعية السيد السيستاني الى اتخاذ مواقف مشددة من الأحزاب الشيعية ومن حكومة عادل عبد المهدي .
وأضاف تقرير راديو اوستن الاوروبي: نقلا عن مصادر دبلوماسية أوروبية "ان نظراءهم من الامريكيين والبريطانيين تمكنوا من إيصال معلومات عبر شخصيات سياسية ودينية ذات علاقة برجال دين يعملون وكلاء للمرجع السيد السيستاني اقنعتهم بان من مصلحة مرجعية السيد السيستاني في النجف الاشرف دعم مطالب المتظاهرين وتبنيها بقوة اذا كانت المرجعية حريصة على الإبقاء على تاثيرها على العراقيين الشيعة والا سينحسر تاثير مرجعية السيد السيستاني عليهم.
وأبدى الدبلوماسيون الامريكيون والبريطانيون ارتياحا كبيرا لتحرك وكلاء المرجع السيستاني في دعم المتظاهرين واسراعهم بنقل توصياتهم الى مكتب السيستاني في النجف والذي يديره نجل السيستاني السيد محمد رضا الذي ينادونهم باسم السيد أبو حسن وهذه التوصيات تتضمن التالي :
أولا : ضروة دعم مطالب المتظاهرين باسقاط حكومة عادل عبد المهدي .
ثانيا :ضرورة التخلي عن الأحزاب الشيعية ودعوتهم لمغادرة المشهد السياسي ومنع الشيعة من انتخابهم في اية انتخابات قادمة والمطالبة بتغيير وجوه السياسيين الشيعة، وبهذا الموقف المتشدد من الاحزاب الشيعية، يشعر الامريكيون انهم نجحوا من خلال حملات اعلامية مكثفة في مواقع التواصل الاجتماعي وفي قنوات تلفزيونية مقربة من السعوديين ومن خلال تسريب مثل هذا الموقف لرجال دين في المدن العراقية المختلفة في تصوير هذا الطلب بانه قضية يتفق عليها الشيعة في العراق .وهو ما تحقق بالفعل كما ورد في خطاب المرجع السيستاني الأخير الذي القاه ممثله في كربلاء السيد الصافي في خطبة صلاة الجمعة بجوار قبر الامام الحسين حفيد النبي محمد والذي دعا فيها الى تغيير السياسيين الشيعة وان لم يذكرهم بالاسم ولم يحدد طائفتهم ولكن كان واضحا لكل الشيعة ان السيستاني طلب من العراقيين التخلي عن الاحزاب الشيعية لان السنة لايتبعون تعاليم خطبة المرجع السيستاني .
وأضاف تقرير راديو اوستن : ان هذا الموقف الذي ورد في خطبة صلاة الجمعة الأسبوع الماضي يمثل تبنيا من المرجعية لاهم اهداف المشروع الامريكي تحريك التظاهرات ووضع توقيتان لانطلاقها والتحشيد لها والذي يتم بتاثيرات مباشرة من السفارة الامريكية ٫ التي تعمل منذ زمن بعيد لضرب الأحزاب الشيعية التي نصر واشنطن ولندن على اعتبارها اذرعا تابعة لايران في العراق .
وتساءل تقرير راديو اوستن : هل تمكن فعلا عملاء السفارة الامريكية والبريطانية حقا من تسريب أهدافهم الى شخصيات سياسية ودينية مقربة من مكتب المرجع السيستاني من حيث لا يعلمون ٬ ونجحوا في تاليب المرجعية الدينية ضد الأحزاب الشيعية حتي طالبت في خطبة صلاة الجمعة في كربلاء الأسبوع الماضي ٫ بتغييرهم واخلاء الساحة السياسية من اقدم الاحزاب الشيعية
ومضى تقرير راديو اوستن الاوروبي في التساؤل : هل تاثرت حقا شخصيات دينية وسياسية مقربة من مكتب اسيستاني في النجف الاشرف بالدعاية الواسعة والمكثفة لوسائل اعلام ممولة من السعودية والولايات المتحدة والتي بثت هتافات ضد ايران وضد مرشد الثورة الإسلامية الخامنئي وضد حاج قاسم سليماني قائد” فيلق القدس ” في حرس الثورة الاسلامية ٫والتي اطلقتها مجموعات من المتظاهرين وليس جميعهم في مذن مختلفة منها كربلاء وبغداد والناصرية ؟
وأجاب تقرير راديو اوستن الاوروبي على هذا التساؤل: حقا اذا تحقق هذا الهدف فهذا يعني ان الامريكيين ٫ والبريطانيين قد حققوا إنجازا كبيرا في إيجاد مسافة واسعة بين المرجعية الدينية في النجف وبين ايران الشيعية التي تؤمن بولاية الفقيه ٫ وهذا التطور يعد احد ابرز الاهداف الي كان يعمل عليها الامريكيون والبريطانيون في العراق بعد محاولاتهم التي لم تتحقق حتى الان لحل الحشد الشعبي ٫ حيث شعرت لندن وواشنطن بقلق كبير من المخاطر التي تهدد مصالحهما في العراق والمنطقة ٫ بعد ظهور حدث كبير في يوليو عام 2014 وذلك بنشوء تناغم بين مرجعية السيستاني وبين اية الله خامنئي في مواجهة داعش ٬ حيث اصدر السيستاني ” فتوى الجهاد الكفائي ” وهي الفتوي التي فاجآت لندن وواشنطن ٫ فيما امر اية الله خامنئي بفتح مخازن سلاح حرس الثورة الإسلامية ومخازن سلاح الجيش الايراني لدعم العراقيين حيث تعاونت المرجعيتان في الحرب على داعش بمشاركة ضباط كبار من مستشاري حرس الثورة الإسلامية وبمشاركة فعالة من الجنرال قاسم سليماني الذي كانت صوره تنتشر بشكل كبير وسائل الاعلام العراقية وهو يشارك العراقيين في الجيش والشرطة والحشد الشعبي في قتال داعش ٫ وهو ما عدته إسرائيل خطرا كبيرا على امنها . وجاء توقيت هذه التطورات بعد سلسة عمليات قصف لمقرات ومخازن اسلحة الحشد الشعبي في بغداد واكثر من مكان واعترف الاسرائيليون بانهم نفذوا عمليات القصف وهو تاكيد لاتهام الرجل الثاني في الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس الذي اتهم اسرائيل مباشرة بانها هي من قصفت مخازن ومقرات الحشد الشعبي بدعم امريكي .
وتساءل التقرير .. هل ستنجح واشنطن ولندن في تحقيق مخاوف اكبر عند مرجعية السيستاني من تاثير ايران في العراق، وهو ما ينذر بحدوث صراع خطير بين المرجعيات، ام ان مرجعية السيستاني ستتراجع اذا ادركت بان المضي بقوة في دعم التظاهرات قد يؤتي ثمارا لاعداء الشيعة وخاصة السعودية التي تحاول دعم بقايا البعثيين وخاصة الشيعة منهم ليستغلوا التظاهرات بالتعاون مع الشيوعيين والليبراليين وحصد اصوات الشيعة في الانتخابات القادمة وصولا الى مجلس النواب ومنه القفز الى منصب رئاسة الحكومة لتخسر الاحزاب الشيعية هذا المنصب الهام والى الابد وهو ما تخطط له واشنطن ولندن منذ 16 عاما لضرب نفوذ الاحزاب الشيعية وحل الحشد الشعبي وضرب حلفاء ايران في العراق وتحويل العراق الى رقم كبير في معادلة السياسة الامريكية والبريطانية في المنطقة.