بغداد / سكاي برس
يقترب البيت الأبيض من كتابة سطر النهاية لجماعة الإخوان الإرهابية بعدما كشفت صحيفة نيويورك تايمز فى تقرير لها الثلاثاء، أن الإدارة الأمريكية باتت قريبة بشكل كبير من إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب، مؤكدة على أن تلك الخطوة تحظى بترحاب شديد بين مستشارى الرئيس دونالد ترامب.
الخطوة التى سبق أن تحدث عنها ترامب خلال حملته الانتخابية وقبل دخوله البيت الأبيض، والتى طالما حاول الكونجرس تنفيذها خلال السنوات القليلة الماضية، والتى اصطدمت فى ذلك الحين ببيروقراطية وزير الخارجية الأمريكى السابق ريكس تيلرسون، باتت بحسب "نيويورك تايمز" أقرب من أى وقت مضى، فى ظل قناعة العديد من صناع القرار داخل البيت الأبيض بضرورة التصدى الحاسم للإرهاب ومصادره ممثلاً فى جماعة الإخوان ومعاونيها.
وقالت الصحيفة فى تقريرها، إن إدارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، تدفع نحو إصدار أمر من شأنه أن يصنف جماعة الإخوان منظمة إرهابية أجنبية، مما يعنى فرض العقوبات الأمريكية ضد التنظيم، وفقًا لمسئولين مطلعين على الأمر.
وأوضحت الصحيفة على موقعها الإلكترونى، الثلاثاء، أن البيت الأبيض أصدر تعليماته لمسئولى الأمن القومى والدبلوماسيين لإيجاد سبيل لفرض عقوبات على جماعة الإخوان فى أوائل أبريل الجارى. ويفرض مثل هذا التصنيف عقوبات اقتصادية وحظر سفر واسعة النطاق على الشركات والأفراد الذين على صلة بالجماعة.
وجاءت خطوة ترامب فى أعقاب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى 9 أبريل. وفى اجتماع مغلق لم يشارك فيه الصحفيين، حث السيسي نظيره الأمريكى على اتخاذ هذه الخطوة والانضمام إلى مصر فى تصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية. ورد الرئيس الأمريكى بالإيجاب، قائلاً إن ذلك سيكون منطقيًا. وقال مسئولون، إن بعض مستشارى ترامب فسروا ذلك على أنه التزام.
وفى بيان لها، أقرت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن الإدارة تعمل على تصنيف الإخوان كتنظيم إرهابى. وقالت: "لقد تشاور الرئيس مع فريق الأمن القومى وقادة المنطقة الذين يشاركونه قلقه، وهذا التصنف يسير فى طريقه من خلال العملية الداخلية".
وقال مسئولون، إن جون بولتون، مستشار الأمن القومى، ومايك بومبيو، وزير الخارجية، يدعمان الفكرة.
ويحمل العديد من المراقبين ومراكز الأبحاث ودوائر صنع القرار داخل واشنطن وزير الخارجية الأمريكى السابق ريكس تيلرسون مسئولية تعثر ملف إدراج الإخوان على قوائم الإرهاب طوال السنوات القليلة الماضية.
وفى تقرير سابق، كشفت منظمة كلاريون الأمريكية للدراسات، أن ملف تصنيف الإخوان يقع ضمن الاختصاص المباشر لوزير الخارجية، لافتة إلى أن علاقات الوزير السابق "تيلرسون" مع النظام القطرى الحاكم، الموالى لجماعة الإخوان وراء مماطلته المستمرة فى تحريك هذا الملف، واستشهدت بتوليه عضوية مجلس الأعمال الأمريكى ـ القطرى، ومجلس الأعمال الأمريكى ـ التركى فى الفترة من تسعينيات القرن الماضى وحتى بدايات القرن الجديد.
وسبق لـ"تيلرسون" الزعم بأن الإخوان جماعة "معتدلة وغير عنيفة"، وأدعى أن الأحزاب السياسية المنبثقة عن الجماعة وتلك التى تشارك فى حكومات بعض دول المنطقة تنبذ العنف والإرهاب فى تكرار للإدعاءات نفسها التى سبق أن روجتها إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، ووزيرة خارجيته ـ المرشحة الخاسرة فى سباق البيت الأبيض ـ هيلارى كلينتون.