بغداد / سكاي برس
بعد اغتيال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، لم يعد السؤال المهم الان ، هل ستثأر وتنتقم إيران لمقتله، بل كيف ستنتقم؟ وأين؟
حرب غير نظامية تلجأ اليها ايران من خلال ..؟
يرى بعض الكتاب منهم : كيم سينغوبتا، الكاتب السياسي لدى صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية، ان إيران تحتاج للانتقام، ليس لأن الفشل في الرد سيكون مهيناً، بل لأن خصومها سيعتبرون ذلك مؤشراً على ضعف قد يستغلونه بعمل عسكري من جانبهم. كما يعتبر ذلك مبدأ أساسياً لدولة تحمي سيادتها. ولكن الانتقام بالحرب التقليدية مستبعد بشدة. صحيح أن الجيش الإيراني أقوى بكثير من جيوش دول أخرى خاضت أخيراً صراعات ضد الولايات المتحدة، مثل القذافي في ليبيا، وصدام حسين في العراق، أو طالبان في أفغانستان.
كما ان الميزانية العسكرية الأمريكية تزيد بـ50% عن إجمالي الاقتصاد الإيراني، بإجمالي دخل قومي يبلغ 454 مليار دولار. وتنفق إيران على جيشها 14.5 مليار دولار فقط .
ان الحرب التقليدية ليست الأسلوب الوحيد للعدوان العصري الذي يركز علي الحرب غير النظامية. وتشكل قدرات الانترنت جزءاً مهماً من هذه الأسلحة، وإيران لا تملك تلك القدرات فقط، بل قادرة على توظيفها.
كما ان لا تقتصر قدرات إيران على النواحي التقنية وحسب، بل تستطيع استدعاء ميليشيات حليفة، في لبنان، واليمن، والعراق، وسوريا، لضرب أهداف أمريكية، ولشركائها في المنطقة.
بدايات الانتقام الايراني !!
الضربة الاولى
اعلنت الحكومة الإيرانية، الأحد، 5 كانون الثاني، 2020، تخليها عن جميع القيود على أنشطتها النووية بموجب الاتفاق النووي.
نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن الناطق باسم وزارة الخارجية قوله إن طهران ستقرر اليوم الأحد خطوتها التالية في إطار تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية عام 2015، بعد يومين من مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في ضربة أمريكية بالعراق.
وقال الناطق عباس موسوي في تصريحات نقلتها الوكالة " الليلة سيكون هناك اجتماع مهم للغاية للبت في خطوتنا النووية التالية وتنفيذ الاتفاق.. بالنظر إلى التهديدات الأخيرة (من قبل واشنطن) يجب التأكيد على أنه في السياسة كل التطورات والتهديدات مرتبطة ببعضها البعض".
الضربة الثانية
نقلت الإذاعة الرسمية الايرانية عن اسماعيل قاآني خليفة سليماني في قيادة الحرس الثوري الايراني قوله، قبيل جنازة سليماني: "نتعهد بمواصلة مسيرة الشهيد سليماني بذات القوة... والعزاء الوحيد لنا سيكون طرد أميركا من المنطقة".
وعلى خلفية هذا الامر ، وجهت وزارة الخارجية العراقية، الاحد ، رسالتين متطابقتين إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة تشكو فيهما الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت الوزارة، في بيان لها، "إنها رفعت شكوى بموجب رسالتين متطابقتين إلى كل من رئيس مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، عبر الممثلية الدائمة للبلاد في نيويورك، بشأن الهجمات والاعتداءات الأمريكية ضد مواقع عسكرية عراقية"، مشيرة إلى أن تلك الاعتداءات "انتهاك خطير للسيادة العراقية ومخالفة لشروط تواجد القوات الأمريكية في العراق"
وأوضحت أن "العراق طالب مجلس الأمن الدولي بإدانة عمليات القصف والاغتيال".
وفي سياق متصل، استدعت الخارجية العراقية، السيد ماثيو تولر سفير الولايات المتحدة لدى بغداد على خلفية الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة في البلاد.
فضلا عن قرار اخراج القوات الامريكية من العراق ، والذي صوت عليه البرلمان امس الاحد ، رداً على ضربة أمريكية أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، فجر الجمعة الماضي .
هذا وقد تستدعي إيران وكلاءها من الميليشيات في لبنان واليمن والعراق وسوريا، لكن لا توجد حكومة تستحسن المشاركة في حرب شاملة. ومن المستبعَد أن يشترك أي من حلفاء أميركا في المنطقة - إسرائيل ودول الخليج - ما لم تستدرجهم هجمات إيرانية.
وان قول معظم المحلِّلين إن قتل سليماني سيُرغم إيران قطعاً على الثأر، وليس هذا بدافع من الفخر القومي أو حفظ ماء الوجه، بل بسبب الحافز الأساسي لأي دولة: حفظ الذات، مما يشمل حفظ كبار قادتها. إن قتل أحد أولئك القادة لَهو أقوى من صفعة في الجبين أو إهانة للإمكانات العسكرية لإيران؛ بل هو تهديد لكفاءة الدولة نفسها. ستشعر إيران بالاضطرار إلى الثأر، ولو كان لإثبات أن قتل قادتها ستنتج عنه هجمات مضادة ضارية بما يكفي لردع الولايات المتحدة عن تكرار فعل كهذا مستقبلا. لكن من الصعب التنبؤ بمدى حدَّة ذلك الثأر، مما يخيِّم بظلال الشك على المنطقة. أمام إيران مهمة بالغة التعقيد، فمن المرجَّح أنها ستلجأ إلى الهجمات المضادة لتُحدث ضرراً كافياً لإقناع الولايات المتحدة بأن قتل سليماني لم يكن جديراً بعواقبه - وهو هدف بعيد المنال بالنظر إلى مكانة سليماني والتفوُّق الواضح للقوة العسكرية الأميركية .
وقد تؤدي الأخطاء التقديرية إلى خروج الأمور عن السيطرة. يوحي الشهر الماضي بأنّ كلّاً من الولايات المتحدة وإيران قد فشلتا بالفعل في ضبط معيار هجماتهما المضادة، فكل دورةٍ من المناوشات التصعيدية قد أدَّت إلى استفزاز كلا الجانبين، بدلاً من إرغام أحدِهما الآخرَ على التراجع، مما ينتج عنه جولة أخرى أشد تكلفةً من سابقتها. على نحوٍ ما، فَقَد كلا الطرفين السيطرة، فلا الولايات المتحدة كانت ترغب في اجتياح سفارتها ببغداد، ولا إيران أرادت أن يُقتل قائد فيلق القدس التابع لها.
خلط أوراق.. لكن الامر لا يعبر عن قيام حرب عالمية ثالثة !!
من المحال استبعاد الانجراف غير المقصود نحو الحرب، فإن مخاوف نشوب حرب عالمية ثالثة - العبارة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بين عشية وضحاها - مبالغ فيها.
فـ ايران ترد ردود خجولة على مقتل سليماني فما بين اختراق الكتروني لوكالات أمريكية الى احتجاجات ورفض تصريحات دولً مؤيدة لـ مقتل سليماني ، وتعليق التزاماتها النووية ، والمطالبة بـ اخراج القوات الامريكية من المنطقة وخاصة القوات المتواجدة في العراق .