رسائل الدم المستباح
د خليل الربيعي
لا جدال في ان التنظيمات الارهابية ذات المرجعية السلفية كانت نتاج التماهي في المصالح بين عدة اطراف داخلية وخارجية وان كانت دراسات واعترافات اكدت ارتباط وجودها بالمشروع الامريكي وان كنا نظن ان الرعاية والحماية امريكية وان الدعم البشري والمالي والعسكري من دول عدة
ومن الطبيعي ان يكون الربط بين الفعل الارهابي وتلك الاطراف الموجدة والراعية والداعمة والحامية ومن هنا يطرح التساؤل ما هي الرسائل المراد ايصالها من ازهاق ارواح الابرياء من الكسبة والباعة المتجولة للعراق ؟
ليس من باب الصدفة ان تاتي بعد اقل من يوم من تنصيب بايدن ولذا فهي تحمل رسالة ان منطق الدم هو الذي سوف يسود اذا ما اعتقدت اطراف عراقية ان تهور ترامب وخطر قراراته قد زال وليس غريبا ايضا ان تنقل تلك الرسالة الامريكية عبر الاداة الاكثر ضمانا في تاريخ العلاقة بين الطرفين محاولة العودة عبر اختيار المكان والناس الى ثنائي العنف والطائفية اذا ما حاول العراق تحويل عينه الى الجهة المقابلة وهذه الرسالة تريد ان تقول لا تفكروا بسحب القوات الامريكية لان وضعكم الامني في حالة قلقة محاولين التخفي وراء الحاجة الامنية والتغطية على حقيقة الوجود الامريكي الذي حاول جاهدا منع الجهد العسكري العراقي والسوري من التلاقي عبر الحدود لما في ذلك من تهديم لاحد مرتكزات الخطة الامريكية في المنطقة
وليس غريبا ايضا ان تاتي التفجيرات بعد عودة العلاقات مع قطر وهي ايضا رسالة ان هذه العودة لن تكون دافعا نحو الانفتاح الخليجي على العراق طالما ان من شرطها كان قطع علاقة قطر في ايران لتقول لنا ان ما خسرناه مع قطر سنعوضه في العراق الذي يمثل وفق التصور الخليجي العمق الستراتيجي لمحور المقاومة على الاقل من ناحية فصائل المقاومة وجمهورها المتماهي مع خط الممانعة والمقاومة
كما انها توكد دقة التحليل القائل ان الانفتاح العراقي على الخليج لم يكن له اثرا على الوضع الداخلي العراقي بقدر ما كان انفتاحا اعلاميا دبلوماسيا لم يرتق الى مستوى المصالح الشعبية
ومن الغريب حقا ان يتهم احد المروجين للمشروع الامريكي ايران بانها وراء هذا التفجير غافلا عن عمد كل المعطيات التاريخية التي توكد ان الخليج وامريكا واسرائيل وراء كل ما يجري في المنطقة من دمار وتخريب وقتل ولكن انى لمن باع عقله لغيره ان يعي هذه الحقائق
ومع ان الفعل كان ماساويا بكل ابعاده الا انه اعاد الى الذاكرة تاريخ الاجرام الخليجي في العراق والتباكي كذبا وزورا تارة على صدام الذي اذاقهم المهانة والذل وتارة اخرى على سنة العراق وهم الذي جعلوا من مناطق السنة وابناء السنة اهدافا لاعمالهم الارهابية والتي لازالوا يعانون من اثارها بالتهجير والتدمير
ان رسالة الخميس مدعاة الى التفكير بجدية باعداء العراق الذين وظفوا ادوات واطراف متعددة خدمة لمشروعهم دون ان يتعظوا من التاريخ فالعراق اول دولة عربية انتفضت بوجه الاحتلال البريطاني والشعب العراقي كان سباقا في انتفاضاته ووثباته في التعبير عن مشاعر الولاء والانتماء لامة العرب والمسلمين وهو ليس مستعدا نفسيا ولا قيميا ولا فكريا كما فعل غيره من عبيد الخليج للسير في مسار التطبيع مع الصهاينة وان ما يتعرض له جزاء مواقفه المساندة للحقوق العربية في فلسطين ولبنان وسوريا وغيرها من مناطق العالم العربي والاسلامي