Skip to main content

الأعشاب بديل الأدوية" في العراق .. والسبب كارثي !!

شؤون محلية الاثنين 26 حزيران 2023 الساعة 17:25 مساءً (عدد المشاهدات 11386)

 

متابعة / سكاي برس

عندما أخبر أحد الصيادلة في العراق أم محمد أن وصفتها الطبية لعلاج مرض جلدي ستتكلف نحو 800 ألف دينار (حوالي 611 دولارا)، لجأت إلى العلاج بالأعشاب الطبيعية الأرخص سعرا كما فعل بعض أقاربها.

وفي متجر لبيع الأعشاب، وجدت أم محمد، البالغة من العمر 34 عاما، وهي أم لطفلين، أن العلاج أرخص بثماني مرات. وقالت "الصيدليات كارثة يعني، الفقير هم يلتجئ للأعشاب آمنة، والسعر، يعني السعر غالي، يعني تجارة صارت، يعني كل صيدلية لها سعر معين أني مثلا صيدلية رحتلها روشيته (وصفة طبية) تكلفني 800 ألف، منو يقدر الفقير شو يسوي؟ يعني شنو المفروض يموت فيلتجأ للأعشاب أرخص بهواية".

وأضافت أُم محمد "أهلي دائما يستعملوها (الأعشاب) يعني عن تجربة، أقاربي من استعملوا الأعشاب أكيد بيها نتيجة أني ابني بي سكر وأني هم عندي شغلة جلدية هم جاية عليها".

وقال الأستاذ الجامعي إبراهيم الجبوري، صاحب مركز للعلاج بالأعشاب، حاصل على دكتوراة نباتات طبية وأستاذ العقاقير في كلية الصيدلة بالجامعة المستنصرية، إنه يستقبل عملاء يعانون من مشكلات صحية عدة مثل الأمراض الجلدية ومشكلات في الأمعاء والتهابات القولون وتساقط الشعر.

وأضاف "بعض الناس يقولك إني ممكن الأعشاب أقل مبلغ مثلا عنده التهاب مجاري بولية، التهاب بسيط مجاري بولية أما يروح للطبيب ويسوي سونار كذا وكذا ممكن يفضها بمبلغ بسيط. خاصة ما نقول إحنا إنه أي عشب لا الأعشاب المعتمدة عند وزارة الصحة المركز الوطني لطب الأعشاب والمسجلة في وزارة الصحة ممكن يستفاد منها المريض. بس إحنا ضد يعني ما نقول ماكو تدخل جراحي، لا الطب له دوره يجي تدخل جراحي".

ورغم أن بعض العراقيين يختارون العلاج البديل عن قناعة، لا يملك آخرون خيارا آخر لأنهم لا يستطيعون تحمل تكلفة الأدوية التقليدية.

وقال زبون، ذكر أن اسمه حسن "المواد الكيمياوية في 70 أو 80 بالمية، حد علمي أرجع وأقولك، إن هي مستخلصة من أعشاب بيضاف إليها المواد الكيمياوية، وهذه الأعشاب بطبيعتها أنت راح تاخذها، ما راح تاخذ المضاف الكيماوي لها".

وقال حسن عابد علي، وهو صاحب محل أعشاب "من ناحية العمل الخاص بنا، إحنا ورثناه.. ونفس الوقت عن طريق ممارسة عن طريق تجارب يلا بهذا الشي افتتحنا هذا المركز أو قمنا نمشي بأحد الأمراض اللي كانت مستعصية عند أحد الزباين أو المراجعين أو العملاء، يكونون عندنا نفس الوقت، يعني الناس التمست التجربة من خلال طب الأعشاب".

وقال حيدر صباح مدير المركز الوطني لطب الأعشاب التابع لوزارة الصحة العراقية "الحالة الاقتصادية شوية اللي مر بيها البلد صارت كلفة الأدوية صعبة، غالية على الناس البسطاء، فقسم من عندهم التجأ للأعشاب فزاد المجال بهذا العمل فانفتحت محلات هواية قسم من عندهم كانوا مُجازين وسعوا من نشاطهم

والقسم الآخر يعني بسبب ظروف معينة ما محصل الإجازة (التصريح)، قسمنا يعنى أنه يخلي التعليمات ويراقب عملهم ويرفع التقارير إلى الجهات في حال كون الجهات المحل غير مُجاز فاكو جهات ثانية هي تكمل العمل".

وفي السنوات الأخيرة، لاحظ صباح افتتاح المزيد من مراكز العلاج بالأعشاب في العاصمة بغداد. وبحسب قاعدة بياناته فإنه يوجد الآن 460 مركزا مرخصا له ببيع العقاقير المستخلصة من الأعشاب، ارتفاعا من 350 مركزا في 2020.

وأضاف صباح "مهنة الأعشاب والنباتات الطبية في مجتمعنا يعني مستخدمة قديما للتراث تعتبر، فقسم كبير من عندهم يتوارثوها أبا عن جد بس ما مدروسة بشكل علمي. هذا النبات يفيد هذا المرض بس قد يكون لازم أنت تعرف هذا النبات إذا استُخدم بجرعة زيادة ممكن أن يؤثر على المرض نفسه أو أمراض ثانية ما لها علاقة بالمرض اللي الشخص اللي جاي عليها".

وتختلف أماكن بيع الأعشاب الطبيعية اختلافا كبيرا، بدءا من المتاجر التي تبيع المنتجات المعبأة جيدا والمرخصة في الأحياء الميسورة في بغداد إلى المتاجر التقليدية التي تخلط الأعشاب بعد استخراجها من آنية زجاجية أمام العملاء.

وقال محمد صبحي، الذي سار على خطى شقيقه ويبيع أدوية من الأعشاب الطبيعية في محل له منذ الثمانينيات، إنه ورث هذه المهنة.

وأضاف وهو يضع خطلة علاجية مع بعضها "مجموعة أعشاب، كزبرة وقطب ومعدنوس وشمس الأذرة، تستعمل للكلى وللمثانة، أشياء بسيطة".

وأشار إلى أن بعض الناس ممن لا يطيقون تحمل تكلفة العلاج التقليدي لا يذهبون أبدا للأطباء ويفضلون العلاج البديل بالأعشاب قائلا "أكو عالم نهائيا ما تروح للدكتور وأني شفتها هنا يعني عندي معاميل بالخضراء، عندي عالم من أبو غريب يجوني هواية (كثير) من الفلوجة ما يروحون للدكتور، يجون عالأعشاب".

وقال علي ناصر، اختصاصي الأمراض الباطنية والصدرية والقلبية، إن استبدال الوصفات الطبية بالمنتجات العشبية قد يمثل خطرا وينتج عنه ضرر للمرضى في حال عدم تناولها بشكل صحيح.

وتحدث ناصر عن مريض استبدل وصفته بعلاج عشبي ووصل إلى مرحلة ما يُطلق عليه الأطباء اسم الحماض الكيتوني السكري وكان لا بد من إدخاله وحدة العناية المركزة.

وقال "غياب المعرفة لدى الناس بهذا الموضوع وبهذه التفصيلة المهمة جدا ربما تؤدي إلى نتائج غير محببة، ونتائج خطيرة ربما، يعني أنا واحد من الأشياء اللي شفتها مرة مريض مال سكر منطينا دوا مال أعشاب يعني أجا في حالة مزرية يعني، واصل إلى مرحلة إحنا نسميها زيادة حمضية الدم، هذا يدخل عناية مركزة، ليش؟، لأنه يعني وقف الدواء واستخدام هذا الدوا الأعشاب اللي ما معروف مثلا...".

وأضاف "حقيقة يعني لا إحنا قدرنا نؤسس نظاما صحيا يلبي احتياجات المواطن العراقي ولا قدرنا نفرض نظام رقابة اللي هو على كل المؤسسات الأهلية والمؤسسات غير الحكومية كصيدليات وعيادات وكمراكز طبية أو كمستشفيات حكومية، تسعيرات ثابتة إلى غير ذلك، يعني كل مستشفى يسعر بكيفه، كل مؤسسة صحية هي يعني لوحدها اللي تقرر أسعارها اعتمادا على دراساتها، فلذلك أصبحنا إحنا نظام عشوائي، نظام كل واحد يشتغل حسب ما هو يريد".

وقال صباح إن فرق التفتيش على المتاجر التي تبيع الأعشاب الطبية أغلقت عشرة متاجر بسبب وجود مخالفات جسيمة منذ عام 2019، مشيرا إلى أن معظم المخالفات التي رصدتها فرق التفتيش كانت صحيحة.

حمل تطبيق skypressiq على جوالك
الأكثر قراءة