سكاي برس/ بغداد
يبدو أن قصة صندوق اعمار ذي قار (جنوبي العراق)، بدأت تسير نحو نهايتها بعد الهجوم العنيف الذي شنته لجنة النزاهة النيابية على إدارة الصندوق و اتهامها بالتسبب بهدر مليارات الدنانير في التعاقد مع شركات بعضها يعمل لأول مرة في مجال المشاريع الخدمية.
وقرر مجلس الوزراء العراقي إبان حكومة مصطفى الكاظمي في جلسة استثنائية عام 2020 الاعلان عن انشاء صندوق اعمار ذي قار على خلفية اعتبار المحافظة مدينة منكوبة بسبب أحداث تشرين بعد عام 2019، حيث جاء قرار إنشاء الصندوق لإعمار ذي قار ومعالجة مشاكلها قدر المستطاع.
البداية
وهاجمت عضو لجنة النزاهة النيابية النائب فيان دخيل ، ادارة صندوق الاعمار بعد استضافة رئيس الصندوق، محمد جواد، على خلفية التحقيق في شبهات فساد وهدر للمال العام في المشاريع التي يشرف عليها الصندوق.
وقال دخيل في بيان، إن "الاستضافة جاءت بعد ورود تقارير من ديوان الرقابة المالية تفيد بوجود تجاوزات مالية في التعاقدات، حيث تُضاف نسبة 10% على قيمة كل مشروع يتم التعاقد عليه "، لافتة إلى أن "العديد من الشركات المتعاقدة تفتقر إلى الخبرة والكفاءة المالية أو خطابات الضمان".
وأكدت ان "رئيس الصندوق شكك بصحة التقارير الواردة، مما دفع اللجنة لتحديد موعد لاحق من أجل استضافة الطرفين للوصول إلى الحقيقة"، موضحة ان "لجنة النزاهة ستكمل تحقيقها وترفع تقريرها إلى هيئة رئاسة البرلمان لقراءته داخل المجلس، ومن ثم إرساله إلى رئيس الوزراء، مع إحالة الملف إلى القضاء إذا تطلب الأمر".
استهداف غير مبرر
في غضون ذلك، سارع أعضاء مجلس النواب عن محافظة ذي قار، إلى إصدار بيان رسمي أشاروا فيه إلى "وجود استهداف غير مبرر لعمل صندوق أعمار ذي قار، رغم تأكيدهم على "الدعم للجهات الرقابية في مجلس النواب وخاصة لجنة النزاهة".
وشدد الأعضاء في بيانهم على "دعم كل الجهود الرامية في تشخيص مواطن الخلل والفساد بعمل الصندوق أن وجدت، ولكن بشرط أن تكون وفق الآليات القانونية والدستورية".
وأكد نواب ذي قار، "دعم عمل هذا الصندوق، ودعم سياسته آخذين بنظر الاعتبار دور الجهات الرقابية في متابعة أعمال الصندوق، وكذلك نطالب أيضا من الجهات متابعة تقارير ديوان الرقابة المالية الذي نحترم إمكانياته وقدراته الفنية في تشخيص بعض مواطن الخلل".
وأوضح نواب ذي قار، ان "الصندوق يجب أن يبقى، وأن يدعم كما يدعمه رئيس الوزراء الحالي، وإذا كانت فيه مشاكل مستعدين لتعديلها، كوننا نعتبره أهم إنجازات أبناء الناصرية، فيما بينوا إذا كانت هناك بعض الملاحظات التي تثار على الصندوق من قبل بعض الإخوة النواب، فلا بد من مناقشتها مع نواب ذي قار، مثلما أيضاً نحن نحترم خصوصيات المحافظات الأخرى".
دوافع سياسية واقتصادية
من جانبه، يرى قائممقام قضاء الفجر بمحافظة ذي قار، مهدي المرشدي، أن الهجمة الكبيرة التي يتعرض لها صندوق أعمار ذي قار هذه الأيام وفي هذا التوقيت من قبل بعض النواب من خارج المحافظة بتصريحات استباقية لمسؤولين لم يتسن لهم زيارة المحافظة طيلة عمرهم السياسي في مجلس النواب، "هي تصريحات لها دوافع سياسية واقتصادية ولا يراد من خلالها الخير لذي قار وأهلها".
وقال المرشدي لوكالة شفق نيوز، إن "الجميع شاهد على ثورة الأعمار الخدمية والعمرانية والصحية بل حتى الأمنية التي أحدثها صندوق اعمار ذي قار والتغيير الإيجابي الملموس على جميع الأصعدة، فعلى سبيل المثال هناك 85% من مشاريع قضاء الفجر وناحية ميسلون هي من مشاريع صندوق اعمار ذي قار، واستطعنا توفير مياه شرب للمرة الأولى خارج مركز القضاء لمسافة أكثر من 30 كم، وان البنى التحتية في مركز المدينة وصلت إلى 95% في الوقت الحالي، وسنعلن خلال عام 2025 قضاء الفجر قضاء ذي بنى تحتية متكاملة بنسبة 100%"، مبينا إن "الفجر لولا صندوق الأعمار لأصبح في عداد المدن المنسية".
وأضاف، أن "السؤال الذي نطرحه في الوقت, هو لماذا صدور هكذا تصريحات بهكذا وقت، وقبل إقرار موازنة عام 2025؟", مؤكدا ان "هناك نوايا تريد عودة ذي قار إلى الوراء من خلال التحكم بمقدراتها وتهميش أبناءها الذين لم يبخلوا بدمائهم الطاهرة في الحفاظ على وحدة العراق ومقدساته من الشمال إلى الجنوب دون تمييز بين قومية وأخرى أو طائفة وأخرى".
ابتزاز
بدوره، يقول عضو مجلس النواب السابق، عبدالامير التعيبان، إن "صندوق اعمار ذي قار هو استحقاق ثمنه دماء زكية وجهود عظيمة من قبل نواب الدورة الرابعة"، مبينا إن " إدارة الصندوق أبدعت في تنفيذ المشاريع ومتابعتها وإنجازها في مدة قياسية".
وأوضح التعيبان، " لا نسمح لأي جهة مهما كانت التعرض لإدارة الصندوق, وأهل ذي قار ونوابهم مسؤولين عن دعم وإسناد وحماية هذا الصندوق من الابتزاز الذي أصبح ظاهرة وآفة تعيق الناجحين والمخلصين".
أكثر من تريليون دينار
ويكشف مصدر مطلع ، عن ميزانية صندوق اعمار ذي قار ، منذ تأسيسه ولغاية الآن، فيما يؤكد ان الصندوق نفذ مئات المشاريع في المحافظة. وذكر المصدر، ان "ميزانية صندوق اعمار ذي قار منذ تأسيسه ولغاية الآن بلغت تريليون و250 مليار دينار عراقي "، لافتا الى ان " هذا المبلغ صرف منذ عام 2020 ولغاية اليوم".
وبين المصدر، ان "الصندوق أشرف على 400 مشروع خدمي مختلف في محافظة ذي قار، أنجز منها 250 مشروع ، فيما يسعى لإكمال الـ150 مشروع المتبقية خلال الفترة المقبلة في المحافظة".