سكاي برس
تجمع المئات من أنصار القوى الشيعية أمام المنطقة الخضراء، من جهة منطقة الجادرية بدعوة من ”اللجنة التنظيمية لدعم الشرعية والحفاظ على مؤسسات الدولة“.
وجاءت تلك التظاهرة، رداً على الاعتصام المفتوح الذي أطلقه أتباع رجل الدين مقتدى الصدر، منذ يوم السبت، داخل مبنى البرلمان.
وتفجرت الخلافات بين مقتدى الصدر، وقوى ”الإطار التنسيقي“ عقب ترشيح الأخيرة، محمد شياع السوداني، وهو قيادي سابق في حزب الدعوة، لمنصب رئيس الوزراء. حينها، اقتحم أنصار الصدر، المنطقة الخضراء، شديدة التحصين، كما اعتصموا داخل مبنى البرلمان العراقي، الذي علّق أعماله.
وللرد على ذلك دعت قوى ”الإطار التنسيقي“ أنصارها إلى النزول للشوارع، بهدف ما قالت إنه ”الحفاظ على مؤسسات الدولة وهيبتها“.
وتصاعدت التحذيرات من مراقبين للشأن العراقي، من حصول صدامات أو مناوشات في حال التقاء متظاهري الطرفين، داخل المنطقة الخضراء.
وحاول بعض متظاهري الإطار التنسيقي، اقتحام المنطقة الخضراء، غير أن قوات مكافحة الشغب لم تسمح لهم بذلك.
ووجه الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي، رسالة إلى المتظاهرين من أنصار التنسيقي، وطالبهم بعدم دخول المنطقة الخضراء.
وقال الخزعلي في رسالته: ”إنما خروجكم لم يكن ضد شخص أو جماعة ما، وإنما خروجكم من أجل العراق كل العراق حكومته وبرلمانه وشعبه، لذلك ليكن هتافكم من أجل العراق فقط ولا تتعرضوا لأي شيء آخر“.
وأضاف: ”اعلموا أن المرجعية الآن تتابعكم، وكل العراقيين بل كل العالم يتابعكم فاعكسوا الواقع المشرق الذي تنتمون إليه وتمثلونه، وأنتم أبناء المرجعية، (…) ولا تسمحوا لأي أحد بأن يتجاوز على القوات الأمنية، ولا تتقدموا شبرا واحدا داخل المنطقة الخضراء“.
ويتضح من خلال المؤشرات، أن دولة القانون، برئاسة نوري المالكي، وعصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، هما الجهتان الوحيدتان اللتان يتبنيان تلك التظاهرة، مع قوى صغيرة أخرى، مثل كتائب الإمام علي، وبعض العشائر الجنوبية، التي أعلنت تأييدها لهما
وما شكل مفاجأة لدى المراقبين، هو تبرؤ “كتائب حزب الله” عن تلك التظاهرة، بعدما أعلن المتحدث العسكري باسمها “أبو علي العسكري”، أن “دعوة التظاهر على أسوار المنطقة الخضراء لا علم لنا بها”.
توحي هذه المؤشرات، بوجود شرخ كبير، وانقسام واضح، داخل ”قوى الإطار التنسيقي“، حول الحدث الأبرز بالنسبة له، فمنذ بدء اعتصام الصدريين، لم تنطلق أية تظاهرة لأتباع التنسيقي، ما يعني أن تظاهرة اليوم تمثل أهمية لها، باعتبارها الأولى، لرد الاعتبار.
وتوقع محللون سياسيون أن احتمال الصدام المباشر بات واردا، في حال لم تقم القوات الأمنية بفرض هيبة القانون.
فيما رأى آخرون، أن دعوات التهدئة لم يعد لها دور، ما يزيد فرصة الصدام، نظرا لغياب الوساطات المؤثرة، ووصول الخصام بين بعض الأطراف لمرحلة يصعب التراجع عنها.
ولم تجد في الأيام الماضية، مطالبة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للأطراف المتصارعة باللجوء إلى الحوار آذانا صاغية، كما تجاهلت تلك الأطراف، دعوات رئيس الجمهورية برهم صالح، والأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، فضلاً عن الأصوات الداخلية.