متابعة _سكاي برس /
أفاد تقرير لصحيفة الاندبندنت البريطانية ، الثلاثاء، بأن وثائقا مسربة تم استردادها ونشرها كجزء من مشروع الدعوة إلى الشفافية الذي استضافته جامعة جورج واشنطن عن عملية قصف المفاعل النووي العراقي قبل اربعين عاما ان فرنسا تحايلت على العراق لمنعه من الحصول على الاسلحة النووية .
وذكر التقرير ان ” الوثائق الامريكية التي رفعت عنها السرية ونشرتها جامعة جورج واشنطن بينت ان اشارت بقوة الى ان إلى أن الطموحات النووية العراقية قد تم احتواؤها سرا من قبل الأوروبيين الذين كانوا يبنون مفاعل الأبحاث في أوزيراك ، وايضا ان القصف الصهيوني على المفاعل في يوم 7 حزيران عام 1981 قد شجع نظام صدام على تصعيد سعيه للحصول على اسلحة الدمار الشامل”.
واضاف ان ” الوثائق التي تم الحصول عليها من ارشيف الامن القومي في واشنطن تضمنت برقيات البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية التي تلخص التفاعلات الدبلوماسية والسياسية الرئيسية التي سبقت الهجوم. كما تظهر محاولات المسؤولين الأمريكيين للتصدي للتداعيات”.
وتابع أن ” فرنسا اصرت على ان تصميم المحطة النووية التي كانت تبنيها في العراق في ذلك الوقت كان من المستحيل تعديلها لإنتاج مواد انشطارية لصنع قنبلة. لكن هناك وثيقة شديدة الحساسية في السرية كشفت ايضا أن باريس ذهبت إلى أبعد من ذلك كما يبدو”.
واوضح ان ” الوثيقة كانت تتحدث عن محضر اجتماع سري عقد في باريس في 25 تموز من عام 1980 بين دبلوماسيين أميركيين ومسؤول فرنسي رفيع المستوى في مجال حظر الانتشار النووي – أصر على السرية المطلقة – حول شحنات اليورانيوم المتجهة إلى العراق، حيث اكد المسؤول الفرنسي للامريكان أن المواد تم تعديلها كيميائيا سرا لجعلها عديمة الفائدة لاستخدامها في صناعة الأسلحة”.
واوضحت برقية لوزارة الخارجية الفرنسية أنه ” تم التشدد على الاحتياطات التي يتخذونها ، لكنهم يجدون أنفسهم في مأزق ، لأنهم غير قادرين على وصف بعض الاحتياطات التي يتخذونها ، بالنظر إلى حقيقة أن العراقيين أنفسهم لم يكونوا على دراية ببعض الإجراءات الوقائية التي يتخذها الفرنسيون”.
وجاء في الوثيقة أن “الخطوة الرئيسية التي اتخذها الفرنسيون كانت قياس مسبق للإشعاع لأي يورانيوم مخصب سيرسله إلى العراق ، مما يجعله غير صالح للاستخدام كمواد أسلحة، كما تضمنت الاحتياطات الأخرى الأقل إثارة للجدل السماح بدخول شحنة واحدة من اليورانيوم إلى المفاعل في كل مرة ، والحفاظ على الوجود الفرنسي في أوزيراك في جميع الأوقات ، والتأكد من قيام الفنيين الفرنسيين بمراقبة اليورانيوم المخصب أثناء نقله “.
واوضحت احدى الوثائق السرية ان ” هناك مخاوف من تنافس المتعاقدين الإيطاليين والفرنسيين لبيع أسلحة للعراق، فقد كانت هناك مخاوف من أن تحاول إيطاليا على وجه الخصوص تهدئة أي اتفاق من خلال تضمين التكنولوجيا النووية المتقدمة كجزء من عروضها”.
واشار التقرير الى أنه ” بعد أيام من بدء الحرب العراقية الإيرانية ، توغلت القوات المسلحة العراقية في موقع أوزيراك ، مما زاد المخاوف بشأن النوايا النهائية لبغداد، حيث تُظهر الوثائق مدى قلق المسؤولين الأمريكيين في ذلك الوقت ليس فقط بشأن مطاردة الأسلحة العراقية ، ولكن أيضًا احتمال قيام الكيان الصهيوني بإثارة حرب أوسع من خلال مهاجمة مفاعل أوزيراك. في ذلك الوقت ، حيث كانت الولايات المتحدة تعتبر حكماً حيادياً بين الكيان الصهيوني والدول العربية أكثر مما هي عليه الآن”.